وهذا الحقل الحياتي ان تحسّن حسنت الحياة وطاب العيش ، وان تدهور ـ والعياذ باللّه ـ ساءت الحياة وانكدر العيش وعقّب القحط والشدة ، وكانت ضحاياه الأرواح والأنفس.
والمستوى الأرقى لتحسّن الحقل الزراعي الطبيعي ، لم يحصل بعدُ ، ولم يكن الّا في عهد دولة الامام المهدي عليهالسلام المباركة.
حيث تبلغ فيها بركات الأرض والسماء الغاية والنهاية ، ويعيش الناس فيها العيش الرغيد والسعيد.
ويكفينا لمعرفة ذلك ، مراجعة الاحاديث الشريفة الواردة في هذا المقام ، مثل :
١ ـ حديث الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال :
«تُنعَمُ اُمَّتي فِي زَمَن المَهدِيِّ نِعمَةً لَم يَتَنَعَّمُوا مِثلَهَا قَطُّ؛ تُرسَلُ السَّمَاءُ عَلَيهِم مِدرَاراً ، ولَا تَدَعُ الأَرضُ شَيئاً مِن نَبَاتِهَا إلَّا أخرَجتهُ» (١).
٢ ـ حديث أمير المؤمنين ، قال :
«فيَبعَثُ المهدِيُّ عليهالسلام إلى أُمَرَاِئِه بسائرِ الأمصارِ بالعَدلِ بينَ النَّاسِ ، ويذهَب الشَّرُّ ويبقَى الخيرُ ، ويزرعُ الإنسانُ مُدّاً يخرُج له سبعمائة مُدٍّ ، كما قال اللّهُ تعالى : (كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَت سبعَ سَنَابِلَ في كُلِّ سُنبُلَة مَائَةُ حَبَّة ، واللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يشَاءُ) (٢) (٣).
٣ ـ حديث الاربعماءة ، قال أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه :
«بنا يفتح اللّه ، وبنا يختم اللّه ، وبنا يمحو ما يشاء وبنا يثبت ، وبنا يدفع اللّه
__________________
(١) عقد الدرر : ب ٧ ص ١٩٥.
(٢) سورة البقرة : الآية ٢٦١.
(٣) عقد الدرر : ب ٧ ص ٢١١.