الزَّمان الكلِب ، وبنا ينزِّل الغيث ، فلا يغرَّنّكم باللّه الغرور.
ما أنزلت السماء قطرة من ماء منذ حبسه اللّه عزَّ وجلّ ، ولو قد قام قائمنا لأنزلت السماء قطرها ، ولأخرجت الأرض نباتها ، ولذهبت الشحناء من قلوب العباد ، واصطلحت السباع والبهائم ، حتّى تمشي المرأة بين العراق إلى الشام ، لا تضع قدميها إلّا على النّبات ، وعلى رأسها زبّيلها ، لا يهيّجها سبع ولا تخافه» (١).
وهذه الروايات الشريفة تعطينا بوضوح بلوغ النماء الزراعي الى أقصى قمته الزاهرة في تلك الدولة المظفرة.
هذه جوانب موجزة من شؤون دولة الامام المهدي عليهالسلام التي تعم خيرها جميع البلاد والعباد ، ويسود أمنها جميع البقاع والاصقاع ، ولا يدركها ذو عاهة الا برئ ولا ذو ضعفٍ الا قوي ، ويظهر فيها أرقى العمران ، وتتجلى فيها كرامة الانسان.
كرامةً لا يرافقها مشكلة ، ولا ينغّصها معضلة؛
كرامةً تدعمها المعنويات ، وتساندها أسمى الدرجات؛
كرامةً في رفاهٍ كامل وعيش فاضل وعُمر مديد وفكر سديد ، مع الاتسام بسعادة الحياة الدنيا المتعقبة بخلود سعادة الأخرى ، كما بينته الاحاديث المتظافرة عن العترة الطاهرة عليهمالسلام؛ من ذلك :
١ ـ حديث رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم في وصف الامام المهدي عليهالسلام ، جاء فيه :
«يا اُبيُّ! طوبى لمن لقيه ، وطوبى لمن أحبّه ، وطوبى لمن قال به. ينجّيهم من الهلكة.
وبالاقرار باللّه وبرسوله وبجميع الأئمة ، يفتح اللّه لهم الجنّة.
__________________
(١) البحار : ج ٥ ص ٣١٦ ب ٢٧ ح ١١.