فقيل له : يا ابن رسول اللّه ، ومن القائم منكم أهل البيت؟
قال : الرابع من ولدي ابن سيّدة الإماء؛ يطهّر اللّه به الأرض من كلّ جور ، ويقدّسها من كلّ ظلم ، [وهو] الذي يشكُّ الناس في ولادته ، وهو صاحب الغيبة قبل خروجه.
فإذا خرج اشرقت الأرض بنوره ، ووضع ميزان العدل بين الناس فلا يظلم أحدٌ أحداً ، وهو الذي تطوى له الأرض ، ولا يكون له ظلٌّ.
وهو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض بالدعاء إليه يقول : الا إنَّ حجّة اللّه قد ظهر عند بيت اللّه فاتّبعوه. فإنَّ الحقَّ معه وفيه ، وهو قول اللّه عزّ وجلّ : (إن نشأ ننزِّل عليهم من السماءِ آية فظلّت أعناقُهم لها خاضعين) (١)» (٢).
٢ ـ حديث عبدالسلام بن صالح الهروي قال : سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول : أنشدت مولاي الرضا علي بن موسى عليهماالسلام قصيدتي التي أوَّلها :
مدارس آيات خلت من تلاوة |
|
ومنزل وحي مقفر العرصات |
فلما انتهيت الى قولي :
خروج إمام لا محالة خارج |
|
يقوم على اسم اللّه والبركات |
يميّز فينا كلّ حقٍّ وباطل |
|
ويجزي على النعماء والنقمات |
بكى الرضا عليهالسلام بكاء شديداً ، ثمَّ رفع رأسه إليَّ فقال لي :
«يا خزاعيُّ نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين. فهل تدري من هذا الامام ومتى يقوم؟
__________________
(١) سورة الشعراء الآية ٤.
(٢) كمال الدين : ص ٣٧١ ب ٣٥ ح ٥.