قلت : ومن هم.
قال : هم قوم من حبّهم لعلي يحلفون بحقّه ولا يدرون ما حقّه وفضله؛ انهم قوم يعرفون ما تجب عليهم معرفته جملة لا تفصيلاً ، من معرفة اللّه ورسوله والأئمّة ونحوها.
ثم قال : وجئت تسأل عن مقالة المفوضة ، كذبوا بل قلوبنا اوعية لمشيئة اللّه فاذا شاء اللّه شئنا واللّه يقول : (وما تشاؤون الا أن يشاء اللّه).
فقال لي أبو محمد : ما جلوسك فقد أنبأك بحاجتك» (١).
١٠ ـ حديث علي بن ابراهيم بن مهزيار ، الذي كان خادماً له عليهالسلام : أن الحسن العسكري عليهالسلام كان يأمرني باحضار حجة اللّه من السرداب ، وأنا احضره عنده وهو يأخذه ويقبله ويتكلّم معه ، وهو يجاوب أباه بذلك وهو يشير الى برده وأردّه الى السرداب.
حتى انه عليهالسلام أمرني باحضاره يوماً من الأيام ، فقال عليهالسلام :
«يا ابن مهزيار ، ائتني بولدي حجّة اللّه فأتيت به اليه من السرداب. فأخذه مني وأجلسه في حجره وقبّل وجهه ، وتكلّم معه بلغة لا أعرفها ، وهو يجاوب أباه بتلك اللغة. فأمرني بردّه الى محله ومكانه ، فذهبت به ورجعت الى العسكري عليهالسلام.
ثم رأيت أشخاصاً من خواص المعتمد العباسي عند الامام عليهالسلام يقولون : ان الخليفة يقرئك السلام ويقول : بلغنا ان اللّه عزّ وجلّ اكرمك بولد وكبر. فلم لا تخبرنا بذلك لكي نشاركك في الفرح والسرور؟ ولابد لك أن تبعثه الينا فانا مشتاقون اليه.
__________________
(١) كشف الغمة في : الزام الناصب : ج ١ ص ٣٤١.