.................................................................................................
______________________________________________________
اشتهر (١) بينهم من رواية غير معلوم الإسناد « من فصل بيني وبين آلي بعلي لم ينل شفاعتي » ولم يثبت عندنا هذا الخبر ، ولم أره في كثبنا ، ويروي عن الشيخ البهائي (ره) أنه من أخبار الإسماعيلية لكن لم أجد في الدعوات المأثورة عن أرباب العصمة الفصل بها إلا نادرا ، ولعل تركه أحوطه.
الرابعة : اختلف العلماء في أنه هل ينفعهم الصلاة شيئا أم ليس إلا لانتفاعنا ، فذهب الأكثر إلى أنهم صلوات الله عليهم لم يبق لهم كمال منتظر ، بل حصل لهم جميع الخصال السنية والكمالات البشرية ولا يتصور للبشر أكثر ما منحهم الله تعالى ، فلا يزيدهم صلواتنا عليهم شيئا بل يصل نفعها إلينا وإنما أمرنا بذلك لإظهار حبهم وولاءهم بل هي إنشاء لإظهار الإخلاص والولاء لنا ، وليس الغرض طلب شيء لهم ويترتب عليه أن يفيض الله علينا بسبب هذا الإظهار فيوضه ومواهبه وعطاياه ، كما أنه إذا كان لأحد محبوب يحبه حبا شديدا وقد أعطاه كلما يمكن فإذا كان لرجل حاجة عند المحب يتقرب إليه بالثناء على محبوبة وطلب شيء له تقربا إليه بإظهار حبه وتصويبه في إكرامه وأنه مستحق لما أعطاه حقيق بما أولاه.
وهذا الكلام عندي مدخول ، بل يمكن توجيهه بوجوه آخر لكل منها شواهد من الأخبار.
الأول : أن تكون الصلاة سببا لمزيد قربهم وكمالاتهم ، ولم يدل دليل على عدم ترقيهم إلى ما لا يتناهى من الدرجات العلى في الآخرة والأولى ، وكثير من الأخبار يدل على خلافه ، كما ورد في كثير من أخبار التفويض أنه إذا أراد الله سبحانه أن يفيض شيئا على إمام العصر يفيضه أولا على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ثم على إمام إمام حتى ينتهي إلى إمام الزمان ، لئلا يكون آخرهم أعلم من أولهم ،
__________________
(١) هكذا في النسخ والظاهر « لما اشتهر ».