« يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلاً ».
٣ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن ابن فضال رفعه قال قال الله عز وجل لعيسى عليهالسلام : يا عيسى اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي واذكرني في ملئك أذكرك في ملإ خير من ملإ الآدميين يا عيسى ألن لي قلبك وأكثر
______________________________________________________
النَّاسَ » (١) الآية ، وفي المجمع قاموا كسالى أي متثاقلين « يُراؤُنَ النَّاسَ » يعني أنهم لا يعملون شيئا من أعمال العبادات على وجه القربة وإنما يفعلون ذلك إبقاء على أنفسهم وحذرا من القتل وسلب الأموال ، وإذا رأوهم المسلمون صلوا ليروهم أنهم يدينون بدينهم وإن لم يرهم أحد لم يصلوا « وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلاً » أي ذكرا قليلا ، ومعناه لا يذكرون الله عن نية خالصة ، ولو ذكروه مخلصين لكان كثيرا وو إنما وصف بالقلة لأنه لغير الله عن الحسن وابن عباس ، وقيل : لا يذكرون إلا ذكرا يسيرا نحو التكبير والأذكار التي تجهر بها ويتركون التسبيح وما يخافت به من القراءة وغيرها عن الجبائي ، وقيل : إنما وصف الذكر بالقلة لأنه سبحانه لم يقبله ، وكلما يرد الله فهو قليل ، وقال البيضاوي ( إِلاَّ قَلِيلاً ) إذ المرائي لا يفعل إلا بحضرة من يرائيه وهو أقل أفعاله أو لأن ذكرهم باللسان قليل بالإضافة إلى الذكر بالقلب ، وقيل : المراد بالذكر الصلاة ، وقيل : الذكر فيها فإنهم لا يذكرون فيها غير التكبير والتسليم.
الحديث الثالث : مرفوع.
« اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي » النفس هنا مجاز كما في قوله سبحانه : « تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ » قال البيضاوي : تعلم ما أخفية في نفسي كما تعلم ما أعلنه ، ولا أعلم ما تخفيه من معلوماتك ، وقوله : في نفسك للمشاكلة ، وقيل : المراد بالنفس الذات.
أقول : كون المراد بالنفس الذات عندي أظهر كما قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنت
__________________
(١) النساء : ١٤٢.