ومقادير الغنى والفقر اللهم بارك لي في ديني ودنياي وفي جسدي وأهلي وولدي اللهم ادرأ عني شر فسقة العرب والعجم والجن والإنس واجعل منقلبي إلى
______________________________________________________
تدبرك وحكمتك أو مقادير ما يحدث فيهما أو تقديرات ما يكون فيهما « ومقادير الدنيا والآخرة » فإن عند زوال الدنيا تقبل الآخرة ، أو مقادير الدنيا والآخرة بالنسبة إلى كل شخص فإنه ورد في الخبر من مات فقد قامت قيامته ، أو مقادير الأمور الكائنة في الدنيا والأمور الكائنة في الآخرة أو تقديراتهما ، وقيل مقادير الأعمال النافعة في الدنيا والنافعة في الآخرة وقيل بانقطاع الأولى وتغير أحوالها ، ودوام الثانية وثبات درجاتها ودركاتها ومقادير أجورها وعقوباتها « ومقادير الموت والحياة » أي مقدار أزمنة موت كل شخص وحياته إذ بزيادة مقدار كل منهما ينقص مقدار الآخر ، أو عدد من يموت في الدنيا في كل يوم وساعة ولحظة ، وعدد من يتعلق به الروح في الأرحام وغيرها في كل آن وزمان ، أو الأحوال المتعلقة بهما أو تقديراتهما.
« ومقادير الشمس والقمر » أي مقادير حركاتهما وأنوارهما وأحوالهما من الطلوع والغروب والخسوف والكسوف والمقابلة والمقارنة والتربيع والتسديس والأوج والحضيض ، والسعادة والنحوسة ، ونسبة كل منهما إلى الآخر ونسبتهما إلى غيرهما وحجب السحب بهما وغير ذلك من أحوالهما ، وإنما خصهما من بين سائر الكواكب لكونهما أظهرهما وأنفعهما وأدلهما على قدرة الحكيم العليم وحكمته « ومقادير النصر والخذلان » من الله بالنسبة إلى المؤمنين والكافرين ، والصالحين والطالحين ، أو الأعم من أن يكون من الله تعالى ومن غيره « ومقادير الغناء والفقر » في الكمية والكيفية وفيه رد على الملاحدة والدهرية والتفويضية الذين ينسبون إيجاد الأشياء وأحوالها إلى الدهر ، أو الطبائع أو الكواكب والذين ينكرون قضاء الله وقدره ، وقيل : على كل من نسب الإيجاب إليه تعالى إذ الموجب لا يصدر عنه أفعال مختلفة متضادة تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.