خير دائم ونعيم لا يزول.
٤ ـ عنه ، عن بعض أصحابه رفعه قال من قال بعد كل صلاة وهو آخذ بلحيته بيده اليمنى ـ يا ذا الجلال والإكرام ارحمني من النار ثلاث مرات ويده اليسرى مرفوعة وبطنها إلى ما يلي السماء ثم يقول أجرني من العذاب
______________________________________________________
« اللهم بارك لي في ديني » أي أعطني بركة وزيادة في ديني بمزيد العلم والعمل أو أدم لي ما أعطيتني في ديني من التشريف والكرامة بمتابعة رسولك وأوليائك والأول أظهر ، في النهاية في حديث الصلاة على النبي وبارك على محمد وآل محمد أي أثبت له وأدم ما أعطيته من التشريف والكرامة وهو من برك البعير إذا ناخ في موضع فلزمه ، وتطلق البركة أيضا على الزيادة والأصل الأول انتهى.
وأقول : إنما رجح الأول لأنه توهم أن في حقه صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يتصور الزيادة لا سيما وعاء الغير ويرد عليه أن ذلك يرد في الإدامة أيضا وقد أجبنا عن هذه الشبهة في باب الصلاة ، والظاهر أن الترجيح نظرا إلى الاشتقاق ، وفي المصباح البركة الزيادة والنماء يقال بارك الله فيه فهو مبارك ، وفي القاموس البركة محركة النماء والزيادة والسوادة وبارك الله لك وفيك وعليك وباركك « والمنقلب » بضم الميم وفتح اللام اسم مكان أو مصدر والأخير هنا أنسب للتعدية بإلى.
الحديث الرابع : مرفوع أيضا مضمر.
« ومن قال » مبتدأ و « غفر له » خبره وتعدية « ارحمني » بمن لتضمين معنى الإبعاد و « بطنها » مبتدأ « وإلى ما يلي السماء » خبره ، وقيل : « ثم يقول » ونظائره عطف علي قال في من قال ، والعدول إلى المضارع للإشعار بأن فعل الصورة الأولى يستلزم فعل سائر الصور ولا ينبغي الاكتفاء بالأول ، ويحتمل أن يكون الجميع عطفا على قوله « ويده اليسرى مرفوعة » فتكون أحوالا عن فاعل « قال » ويكون المعنى ويرفع يده اليسرى قوله عليهالسلام « ويجعل بطونهما » هذا من قبيل استعمال الجمع في الاثنين.