لا أمد له دون مشيتك ولك الحمد حمدا لا جزاء لقائله إلا رضاك اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان اللهم لك الحمد كما أنت أهله الحمد لله بمحامده كلها على نعمائه كلها حتى ينتهي الحمد إلى حيث ما يحب ربي ويرضى وتقول بعد الفجر قبل أن تتكلم ـ الحمد لله ملء الميزان ومنتهى الرضا وزنة العرش وسبحان الله ملء الميزان ومنتهى الرضا وزنة العرش والله أكبر ملء الميزان ومنتهى
______________________________________________________
الثاني : أن يكون المعنى دون مشيتك تركه وهو محال فالحمد أبدي.
الثالث : أن يكون المعنى دون مشيتك تركه بارتكاب ما هو أهم منه.
الرابع : ما قيل إن المشية هنا بمعنى التجويز والتكليف ، أي حمدا لا يكون متعلقا بأمر لا يرضى الله بالحمد عليه إلا بقيد كالحمد على الرضا بإمامة أئمة الضلالة.
الخامس : ما قيل فيه طلب لأن يكون الحمد بغير غاية عند تعلق مشيته تعالى بصدوره ، وبالجملة طلب أن يكون تعلق المشية به على هذا الوصف.
السادس : ما قيل أيضا وهو أن يكون المراد عدم الغاية من طرف البداية تفضلا بإرادة المشية الأزلية وإن كان الحمد حادثا كتعلق المشية به.
« لا جزاء لقائله إلا رضاك » قيل طلب لأن يكون الحمد خالصا له عاريا من الرياء والسمعة لأنه الذي يترتب عليه رضاه تعالى ، « اللهم لك الحمد » أي الحمد على الوجه المذكور لك لا لغيرك وفيه إجمال بعد تفصيل وجمع بعد تفريق وهو فن من الصناعات البديعية « وإليك المشتكى » أي الشكاية من الغربة والفرقة ، والوحدة والوحشة ، وغيبة الإمام وغيرها من البلايا الواردة في الدنيا « وأنت المستعان » ، في الأمور والشدائد كلها « كما أنت أهله » قيل فيه إظهار عجز من حمد هو أهله وإنما غاية كمال العبد هي التضرع بأن يجعل حمده شبيها بحمد هو أهله ويثيب به من باب التفضل « الحمد لله بمحامده كلها على نعمائه كلها » حمده إجمالا بجميع ما يحمد به على جميع ما يحمد عليه للإشعار بأن حمده تفصيلا فيهما محال ، وقد قال بعض الأفاضل :