.................................................................................................
______________________________________________________
التعلم منذ يوم أو شهر لا يدخل فيه ، وبينهما درجات لا تحصى فيقع الشك فيها ، والمفتي يفتي بحسب الظن ، والورع الاجتناب ، وهذا أغمض مثارات الشبهة وكذلك الصدقات المصروفة إلى المحتاجين فإن حد الحاجة غير معلوم.
ثم قال بعد ذكر أمثلة كثيرة ، فهذه اشتباهات تثور من علامات متعارضة تجذب إلى طرفين متقابلين ، وكل ذلك من الشبهات يجب اجتنابها إذا لم يترجح جانب الحل بدلالة تغلب على الظن أو باستصحاب بموجب قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، ثم جر الكلام إلى تحقيق المختلط بالحرام ، وفصل القول فيه بحسب اختلاف أحوال الملاك والأموال ثم في أكل طعام الظلمة والسلاطين وقبول جوائزهم والدخول عليهم والمشي على بساطهم.
ثم ذكر في كل قسم ما تقتضيه قواعدهم المقررة فحكم في بعضها بوجوب الاجتناب وفي بعضها بالاستحباب ولا جدوى كثيرا في إيرادها ، وليس هنا مقام تحقيقها وستأتي الكلام في جميع ذلك عند إيراد الأخبار المناسبة لها ، لكن نذكر هنا قليلا من الأخبار المنافية لما عده من المحرمات وما عده من ورع المتقين والصديقين ، لتعلم أن أكثرها من ورع الموسومين ، لأنهم عليهمالسلام كانوا أفضل الصديقين ولم يعملوا بها بل أمروا بخلافها.
كما روي في الصحيح عن الصادق عليهالسلام في الثوب الذي أعير الذمي الذي يشرب الخمر ويأكل لحم الخنزير ، قال صل فيه ولا تغسل من أجل ذلك فإنك أعرته إياه وهو طاهر ولم تستيقن أنه نجسه فلا بأس أن تصلي فيه حتى تستيقن أنه نجسه (١).
وفي الصحيح عنه عليهالسلام أنه لبس الثوب الذي عمله المجوسي الخبيث الشارب الخمر قبل الغسل (٢).
__________________
(١) الوسائل : الباب ٧٤ من أبواب النجاسات ح ـ ١ ـ.
(٢) الوسائل : الباب ٧٣ من أبواب النجاسات ح ـ ١ ـ.