الأخيار وأبدلني بالدنيا الفانية نعيم الدار الباقية اللهم إني أعوذ بك من أزلها وزلزالها وسطوات شياطينها وسلاطينها ونكالها ومن بغي من بغى علي فيها
______________________________________________________
متعلق بأخرجني ، وفي القاموس الحيوان محركة خلاف الموتان والمراد بها الجنة فإن الحياة الحقيقية فيها وفي بعض النسخ إلى دار الخلود ومساكن الأخيار أي الجنة أو أعالي درجاتها.
« وأبدلني بالدنيا الفانية » في القاموس بدل الشيء محركة الخلف منه وأبدله منه اتخذه بدلا منه ، وقيل : قوله أبدلني من باب الحذف والإيصال أي أبدل لي ـ والباء ـ بمعنى من ، والحروف الجارة قد تقع بعض منها في موضع آخر والمطلوب هو التوفيق لرفع زوائد الدنيا والعمل بها يوجب نعيم الآخرة انتهى.
وأقول : الباء للعوض وهو مثل قوله تعالى ( وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ) (١) وقوله ( عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً ) (٢) وقوله ( لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً ) (٣) وقال في المصباح : أبدلته بكذا إبدالا نحيت الأول وجعلت الثاني مكانه ، وبدلته تبديلا بمعنى غيرت صورته تغييرا ، وبدل الله السيئات حسنات يتعدى إلى مفعولين بنفسه لأنه بمعنى جعل وصير وقد استعمل أبدل بالألف مكان بدل بالتشديد فعدي بنفسه إلى مفعولين لتقارب معناهما وفي السبعة ( عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً ) من أفعل وفعل اللهم إني أعوذ بك من أزلها وزلزالها في القاموس الأزل الضيق والشدة ، وبالكسر الكذب والداهية ، وقال : زلزلة زلزلة وزلزالا مثلثة حركة والزلازل البلايا ، وقال : سطا عليه وبه سطوا وسطوة صال أو قهر بالبطش وقال : نكل به تنكيلا صنع به صنيعا يحذر غيره ، أو نكله نحاه عما قبله ، والنكال ما نكلت به غيرك كائنا ما كان ، وبغى عليه بغيا علا وظلمه وعدل عن الحق
__________________
(١) سبأ : ١٦.
(٢) التحريم : ٥.
(٣) النور : ٥٥.