في الوسائل التي يمارسها الناس في نقل العقائد ، أما موضوعه الإمام ، فهي وفق ما تبين مشمولة بحمل راية الحق ، وهي راية الرسل تدفعها إلى أهلها.
والذي يتحقق من وراء ذلك أمور عدّة ، منها أنّ الله سبحانه يعلم طبائع بني الإنسان ، فإذا غادرهم الهداة ، تخبطوا ، بين من يلج الظلمة فلا يرجع عنها وبين من يبحث له عمن يثبت قلبه على هداه ، وبين من لا تغره الأشياء التي تعصف لا بهؤلاء ولا بأولئك ، لكن هذا النوع الثالث نادر ندرة شديدة ، بحيث تلتقطه أنفاراً منهم مع كل رسول ونبي وإمام ، وتكاد تعدّهم دائماً على الأصابع ، أما أولئك الذين بين بين فعددهم وفير ، وهم بحاجة مستمرة إلى من ينظر في شأن قلبهم ويبقي له سراج النور ، وإذا ما نظرنا إلى الذين يلجون في الظلمات أيضاً وجدناهم غير قليل عديدهم.
وبين هذه المراتب الثلاث تخلق عمليات الجدل المستمرة وتدافع الأفكار واختلاق ما يثير استمرار البحث والدأب ، ويصعب أو يندر أن تتوقف الحاجة إلى إثارة أمر من أمور الدين أو الدنيا ، ولا تنقسم حوله الآراء والأفكار حتى يبلغ مراحل تأخذ بناصية المعارك وتدور بين الناس الحروب جراء الاختلافات ، وتهرق الدماء ، وهذا معروف في جميع مراحل البشرية.
من هذا المنطلق وسواه ، تصبح مسألة إبقاء الرمز المثال ( الإمام ) في واقع الناس أمر ضروري ، فغيابه يفرغ المساحة للفتنة ، وإن كان