تتوارثها الأنبياء والرسل وعند غيابهم تكون في يد الأئمة الهداة ، والإمام عليّ عليهالسلام يبيّن دائماً بأنّ آل محمد في زمن الإسلام هم حملة هذه الراية ، فيقول :
« لا يقاس بآل محمد عليهمالسلام من هذه الأمة أحد ، ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً ، هم أساس الدين ، وعماد اليقين ، إليهم يفيء الغالي ، وبهم يلحق التالي ، ولهم خصائص حق الولاية ، وفيهم الوصية والوراثة » (١).
دعونا ننظر هنا في الكيفية التي يعرّف فيها الإمام عليّ عليهالسلام بآل محمد ، وبالطبع هو قطبهم ، إنه يشير إلى إمامتهم للناس ، ليس تلميحاً ، بل مثلما قال فيهم رسول الله صلىاللهعليهوآله تصريحاً « لا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه » ، الله سبحانه يتفضّل على الناس بأنه أنعم عليهم بمحمد صلىاللهعليهوآله ، ويجري فضله في آل رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وان الذي يتحدّث هو الإمام كاشفاً عن القلوب أغطيتها ، يرسل كلامه في الناس ، منذ تحدث إلى يوم يبعثون وقد حفظ الله كلامه هنا للناس ، على الرغم من أنّ الأزمنة تدور على الدول ، ولما لم تكن للإمام دولة ، بل كانت روح الهداية ، فقد انزاحت الدول وبقي نور الله يسري في فلوات الأزمنة.
__________________
١ ـ المصدر نفسه : خطبة ٢.