غايته وحقيقته ، وتسعى به نحو ارضاء الله سبحانه ، مثلما تعمل على توثيق عرى الإنسانية ، بهدف رفع الظلم وإقامة العدالة ، وشرع بإنشاء دولته وإعلاء كلمة الله ، فإنه قد أنجز القسم الأعظم من تطبيق شرائع الله تعالى على الأرض ، كما رسم البرامج ووضع الحيثيات التي تؤاتي استمرار هذه القاعدة ، كما تؤاتي عدم الخرق بها.
ومن المعروف أن البشر مع ابتعاد الفاصل الزمني بينهم وبين الرسل والأنبياء ، يقومون عن قصد أو غير قصد بتبديل أو تحرير أو تغيير سنتهم وتعليماتهم ، وهذا حاصل في الديانات التي سبقت الإسلام.
وبما أن النبي محمد صلىاللهعليهوآله هو الرسول الخاتم الذي لن يبعث الله من بعده أحد ، فقد اقتضت الضرورة الحياتية أن يقوم في الأرض من يحفظ هذا الدين من مثل هذه التغييرات ، ولا يقوم هذا الأمر مثلما تبين بشكل عفوي ، إنما في الوضع الطبيعي يجب أن يكون الأشخاص الذين يقيمونه بمثابة « صنو لرسول الله » ، وهذه ليست نظرية تحتمل الخطأ والصواب ، بل هذا هو أصل الإسلام ، ولدى النظر في السنة النبوية الشريفة ، ينكشف لنا أن رسول الله صلىاللهعليهوآله وضع في ضمن ما وضع من أنظمة وقوانين قاعدة هذا الاستمرار ، وقام بتأدية رسالته تامة ، وترك للأئمة الذين أخبر الناس بظهورهم وقيامهم بالأمر من بعده ، وسماهم وعددهم ، وعلينا أن لا نستسلم