لدعاوي عدم الصحة ، أو الخروقات التي تمت وراء هذه السنة في التاريخ.
ويكفينا هنا ايراد نموذج من أحاديثه صلىاللهعليهوآله في هذا الخصوص كاظهار لهذه الحقيقة ، ولا نهدف هنا إلى مناقشتها ، لأنّ هذا ليس من أهداف الكتاب ، يقول عليهالسلام : « لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش » (١).
ونحن نعتقد بتمام صواب هذا الأمر ، لا لأنّها وردت في حديث النبيّ صلىاللهعليهوآله وحسب ، إنّما لعلّة انتهاء الرسالات السماوية من جهة ، وضبط استمرار الإسلام من جهة ثانية.
ولما تبيّن لنا ماهية الإمامة ، لم يعد هنالك من حاجة إلى متابعة تفصيلاتها ، لكن الذي يقال هنا هو أن الأئمة الذين يسترسلون في القيام بهذا الأمر بين الناس بعددهم الذي أقرّه نبيّ الله ، من أجل بلوغ الإسلام هذه الذروة التي رسمها الله سبحانه له ، لا من أجل ارضاء هذه الفئة من الناس أو تلك ، وأن هذا الإمام هو الذي يمثّل ( المثال ) ، الذي اتّضحت لنا ماهيته بالشكل الذي أمكن أن نفهمه ، وهو بهذا اللحاظ الذي يقيم أمر الله نهائياً ، أي أن الإسلام ينجز مشروعه كاملا
__________________
١ ـ صحيح مسلم ، كتاب الإمارة ، باب الناس تبع لقريش : ٣ / ١١٥٥ ، مسند أحمد : ٥ / ٩٠ ، ٩٨ ، وعند البخاري قريب منه ، باب الاستخلاف ، ولهذه الرواية أشكال عدة ، لكن الهدف هنا هو استمرار قيام من يمثل الرسول صلىاللهعليهوآله ليس غيره.