كتاباته عن تطّلعه إلى كماله ، فإن لم يتمكن هو بنفسه من ذلك فإنه سوف يسوق هذه الرغبة نحو رمز يلاحظ فيه صفة أو عدة صفات ، هي في الواقع تعبيرات عن نواقص يحلم أن يستكملها ، لكن ربما لم يعثر على هاد واقعي له ، فهو يراه في أنموذج آخر ما لم يعثر عليه حقيقةً ، وإن كان هذا من علامات الضلال لكننا سنورد هذه القطعة هنا ، كتأكيد على أن ( المثال ) ضرورة ، بل حتمية إنسانية لا يمكن إنكارها.
تقول هذه القطعة في معرض وصفها للبطل النموذج ، كمعرِّف عن التطلع الإنساني في بحثه عن ( مثال ) ، وفي كيفية فهمه منذ أقدم الأزمنة لمن يجد فيه ملاذه :
هو الذي رأى كل شيء
فغنّي بذكره يا بلادي
وهو الذي عرف جميع الأشياء
وأفاد من عبرها وهو الحكيم العارف بكل شي لقد أبصر الأسرار ، وكشف عن الخفايا المكتومة ، وجاء بأنباء ما قبل الطوفان (١).
__________________
١ ـ د. فاضل عبدالواحد علي ، من الواح سومر إلى التوراة ، ط دار الشؤون الثقافية ، بغداد ١٩٨٩ ، ص١٣٠.