إنّ الإمام ضرورة في حياة الإنسان ، ولهذه الضرورة أهمية كتلك التي تعرف بحاجته إلى الطعام والشراب ، فبهذه ينمو جسده وبالإمامة يتلمس حقيقته ، وبهما معاً يستعين على السير في طريق كماله ، طريق استمتاعه بالحياتين ، هذه التي نعانيها على وجه الأرض ، وتلك التي نتهيبها بعد الموت.
وباعتبار الإمام ضرورة ـ وفق هذه النتيجة ـ نرى أنه لابد من بحث الرتب الاجتماعية التي حفلت بتسمية تشابهت عند الناس ، بين الزعامة والقيادة التي تكون في الرئاسة ، وبين تقدم الناس في رأي أو فطنه أو شأن من شؤون المعاش ، وبين الإمامة التي هي الملاذ النهائي لكل إنسان لا لفئة ولا لخاصة ولا لقوم.
ومن أجل أن نتمكن من حصر المفردات ضمن ما يترتب عليها من معان تقرّب الفكرة وتحيط بها ونخلص بعد ذلك إلى نتائجها ، نرى أن نعرّف أولاً بالماهية التي تتحرك في أرجائها هذه المفردات ( الزعامة ، والخلافة ، والولاية ) ، الأمر الذي يجعل من كل تسمية من هذه التسميات ، فرعاً من فروعها تارة ، وربما يتمكن أحد أن يقول : إنّها تنوب عنها تارة أخرى.
هذا صحيح عندما تكون العملية تفيد شؤون الحياة ، بما يحتوي عليه من معاش وسياسة ، واجتماع ، واقتصاد ، فيمكن أن نستخدم كلمة ( زعيم ) مثلاً عند التعريف بسياسي ، وأن نستخدم كلمة ( خليفة )