يجعل سيرهم واضحاً ، وطرقاتهم سليمة ، ولكي يستمر هذا المنطق مع الأجيال ، أيدنا الرسل بالكتاب الذي يحكم به بين الناس ، وتوزن على أساسه مقامات السير الصحيح بهم من السير الخاطىء ، والغاية كما تفيدنا الآية الشريفة هي أن لا يظلم البشر بعضهم بعضاً ، ولا يظلموا أنفسهم كذلك.
إذاً كأنّك تصلّ معي أيّها الأخ الكريم إلى أنّ الله سبحانه قد بيّن لمخلوقاته أنظمة العدل بعد أن أرسل الرسل ، وأقامت هذه الرسل البيّنة ، وثبّتها الكتاب ، وجميع هذه المراحل الرسالية تهدف نحو رجاء الناس في أن يمحق الظلم الذي يشكّل العائق الأوّل والأشد أثراً على تقدّم ووعي المجتمعات ، وصلاحها وسلامة سيرها.
وبدلالة عدم إنقطاع طرائق العبادة تاريخياً وحضارياً بين بني الإنسان التي لفتنا إليها في أماكن متقدّمة ، نتعرّف على أن الدين لم يخترع من قبلهم وإنّما بادر الرسل إعطاءهم النصح وتعلم البقاء في كنف الله ، حتى يتيسّر لهم المسير نحو العدل ، ولا يظلم بعضهم بعضاً ، فكانت النبوّة شجرة تمتد فروعها أبداً وفي كل فينة وأوان تؤتي ثمرة من ثمارها ، ولهذه الثمرة التي تنعم بها الحياة امتداد واستمرار ، يقول عليّ عليهالسلام في ذكر النبيّ صلىاللهعليهوآله : « اختاره من شجرة الأنبياء ، ومشكاة الضياء ، وذؤابة العلياء ، وسُرّة البطحاء ، ومصابيح