الظلمة ، وينابيع الحكمة » (١).
وهذه الشجرة أصيلة في وجودها ، ترعى الخلائق بثمارها ولهذه الثمار موازين ، هي مقامات الخروج من الظلمات والولوج في ملكوت النور ، ومنابع الحكمة التي تسري في وجود الحياة ، لكأنك هنا تلحظ معي ذاك الربط بين النور والظلمة ، هذا التضاد ، وبين الينبوع الذي يرمز إلى الماء الذي هو سرّ الحياة وعلى هذا القول نقف قليلا لنتبيّن الروابط التي أشار إليها عزّوجلّ في كتابه وبيّنها نبيّه محمد صلىاللهعليهوآله والإمام علي عليهالسلام في نهجه.
يذكر القرآن الكريم في العديد من المواطن ، أنّ الذي ينحرف عن سبيله يلج الظلمة ، وأنّ سبيله هو النور كلّه ، والذي لا شكّ فيه هو أنّ الله سبحانه خلق الخلائق محبّاً لها وهذا داعي متابعتها بالهداة أبداً ، ويقول تعالى في وصفه لأوليائه ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ) (٢).
ولعلّنا نستدرك بشيء من التأمّل أن تولي الله غير متحقق بدون الإلتفات إلى الرسل الذين بعثوا بالبينات والنظر في كتاب الله الذي يحمل في جنباته النور ، وننظر هنا في قوله سبحانه : ( فالذين آمنوا به وعزّروه ونصروه واتّبعوا النور الذي أُنزل معه ) (٣) والنور هنا هو
__________________
١ ـ أنظر : نهج البلاغة : الخطبة ١٠٧.
٢ ـ البقرة : ٢٥٧.
٣ ـ الأعراف : ١٥٧.