الْكَرِيمِ ، فَانَّ بِنِعْمَتِكَ تَتِمُّ الصّالِحاتِ.
اللهُمَّ أَنْتَ تُنْزِلُ الْغِنا وَالْبَرَكَةَ مِنَ الرَّفِيعِ الْأَعْلى عَلَى الْعِبادِ قاهِراً مُقْتَدِراً ، أَحْصَيْتَ أَعْمالَهُمْ ، وَقَسَمْتَ أَرْزاقَهُمْ ، وَسَمَّيْتَ آجالَهُمْ وَكَتَبْتَ آثارَهُمْ ، وَجَعَلْتَهُمْ مُخْتَلِفَةً أَلْسِنَتُهُمْ وَأَلْوانُهُمْ ، خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ ، لا يَعْلَمُ الْعِبادُ عِلْمَكَ ، وَكُلُّنا فُقَراء إِلَيْكَ.
فَلا تَصْرِفِ اللهُمَّ عَنِّي وَجْهَكَ ، وَلا تَمْنَعْنِي فَضْلَكَ ، وَلا تحْرِمْنِي طَوْلَكَ وَعَفْوَكَ ، وَاجْعَلْنِي أُوالِي أَوْلِياءَكَ وَأُعادِي أَعْداءَكَ ، وَارْزُقْنِي الرَّغْبَةَ وَالرَّهْبَةَ وَالْخُشُوعَ وَالْوَفاءَ وَالتَّسْلِيمَ ، وَالتَّصْدِيقَ بِكِتابِكَ ، وَاتِّباعَ سُنَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ.
اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاكْفِنِي ما أَهَمَّنِي وَغَمَّنِي ، وَلا تَكِلْنِي إِلى نَفْسِي ، وَأَعِذْنِي مِنْ شَرِّ ما خَلَقْتَ وَذَرَأْتَ وَبَرَأْتَ ، وَأَلْبِسْنِي دِرْعَكَ الْحَصِينَةَ مِنْ شَرِّ جَمِيعِ خَلْقِكَ ، وَاقْضِ عَنِّي دَيْنِي وَوَفِّقْنِي لِمَا يُرْضِيكَ عَنِّي.
وَاحْرُسْنِي وَذُرِّيَّتِي وَأَهْلِي وَقَراباتِي وَجَمِيعَ إِخْوانِي فِيكَ وَأَهْلَ حُزانَتِي (١) مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ ، وَمِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ ، وَشَياطِينِ الانْسِ وَالْجِنِّ ، وَانْصُرْنِي عَلى مَنْ ظَلَمَنِي ، وَتَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ.
اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعَظِيمِ ما سَأَلَكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ ، مِنْ كَرِيمِ أَسْمائِكَ ، وَجَمِيلِ ثَنائِكَ ، وَخاصَّةِ دُعائِكَ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَجْعَلَ عَشِيَّتِي هذِهِ أَعْظَمَ عَشِيَّةٍ مَرَّتْ عَلَيَّ مُنْذُ أَخْرَجْتَنِي إِلَى الدُّنْيا بَرَكَةً ، فِي عِصْمَةٍ مِنْ دِينِي ، وَخَلاصِ نَفْسِي وَقَضاءِ حاجَتِي ، وَتَشْفِيعِي فِي مَسْأَلَتِي ، وَإِتْمامِ النِّعْمَةِ عَلَيَّ وَصَرْفِ السُّوءِ عَنِّي ، وَلِباسِ الْعافِيَةِ ، وَأَنْ تَجْعَلَنِي مِمَّنْ نَظَرْتَ إِلَيْهِ فِي هذِهِ الْعَشِيَّةِ بِرَحْمَتِكَ إِنَّكَ جَوادٌ كَرِيمٌ.
اللهُمَّ إِنْ كُنْتَ لَمْ تَكْتُبْنِي فِي حُجّاجِ بَيْتِكَ الْحَرامِ أَوْ أَحْرَمْتَنِي الْحُضُورَ
__________________
(١) حزانة الرجل : عياله الذين يتحزن ويهتمّ لأمرهم.