اللهُمَّ قَدْ (١) اكْدَى (٢) الطَّلَبُ وَاعْيَتِ الْحِيَلُ الاّ عِنْدَكَ ، وَسُدَّتِ الْمَذاهِبُ وَضاقَتِ الطُّرُقُ الاّ الَيْكَ (٣) ، وَاخْتَلَف الظَّنُّ الاّ بِكَ ، وَتَصَرَّمَتِ (٤) الأَشْياءُ وَكَذِبَتِ الْعِداةُ الاّ عِدَتُكَ.
اللهُمَّ وَانِّي أَجِدُ سُبُلَ الْمَطالِبِ الَيْكَ مُشْرَعَةً (٥) ، وَمَناهِلَ (٦) الرَّجاءِ الَيْكَ مُتْرَعَةً (٧) ، وَالاسْتِعانَةَ بِفَضْلِكَ لِمَنِ ائْتَمَّ بِكَ مُباحَةً ، وَأَبْوابَ الدُّعاءِ لِمَنْ دَعاكَ مُفَتَّحَةً ، وَاعْلَمُ انَّكَ لِداعِيكَ بِمَوْضِعِ إِجابَةٍ ، وَلِلصّارِخِ الَيْكَ بِمَرْصَدِ (٨) إِغاثَةٍ ، وَانَّ الْقاصِدَ الَيْكَ قَرِيبُ الْمَسافَةِ ، وَمُناجاةُ الرَّاحِلِ الَيْكَ غَيْرُ مَحْجُوبَةٍ عَنْ إِسْماعِكَ ، وَانَّ اللهْفَ (٩) الى جُودِكَ وَالرِّضا بِعِدَتِكَ وَالاسْتِغاثَةَ بِفَضْلِكَ عِوَضٌ عَنْ مَنْعِ الْباخِلِينَ ، وَخَلَفٌ مِنْ خَتَلِ (١٠) الْوارِثِينَ.
اللهُمَّ وَانِّي أَقْصدُكَ بِطَلِبَتِي وَأَتَوَجَّهُ الَيْكَ بِمَسْأَلَتِي وَاحْضِرُكَ رَغْبَتِي ، وَاجْعَلُ بِكَ اسْتِغاثَتِي ، وَبِدُعائِكَ تَحَرُّمِي (١١) ، مِنْ غَيْرِ اسْتِحْقاقٍ مِنِّي لِاسْتِماعِكَ وَلَا اسْتِيجابٍ لِاجابَتِكَ ، عَنْ بَسْطِ يَدٍ الى طاعَتِكَ ، اوْ قَبْضِ يَدٍ مِنْ مَعاصِيكَ ، وَلَا اتِّعاظٍ مِنِّي لِزَجْرِكَ ، وَلا إِحْجامِ (١٢) عَنْ نَهْيِكَ الاّ لَجَأً الى تَوْحِيدِكَ وَمَعْرِفَتِكَ ، بِمَعْرِفَتِي (١٣) انْ لا رَبَّ لِي غَيْرُكَ ، وَلا قُوَّةَ وَلَا اسْتِعانَةَ الاّ بِكَ.
__________________
(١) وقد ( خ ل ).
(٢) كدي الرجل : عجز ولم ينفع.
(٣) زيادة : وخابت الثقة ( خ ل ).
(٤) تصرمت الأشياء : تقطعت.
(٥) الشارع : الطريق الأعظم ، والشريعة : مورد الإبل على الماء الجاري.
(٦) المنهل : المورد ، موضع الشرب في الطريق.
(٧) ترع الحوض : امتلأ.
(٨) المرصد : موضع التّرصّد والترقب.
(٩) اللاهف : المظلوم المضطر.
(١٠) ختله : خدعه.
(١١) تحرّمي : استجارتي وامتناعي من البلايا.
(١٢) احجام منّي ( خ ل ) ، أقول : أحجم عن الشيء : كفّ ، نكص هيبة.
(١٣) بمعرفة منّي ( خ ل ).