إِذْ تَقُولُ يا الهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ لِمُسْرِفِي عِبادِكَ ( لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) (١) ، وَتَقُولُ لَهُمْ إِفْهاماً وَمَوْعِظَةً وَتِكْراراً ( وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللهُ ) (٢) ، فَارْحَمْنا بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، وَاكْشِفْ ضُرِّي وَنَحِيبِي الَيْكَ ، انَّكَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ.
اللهُمَّ يا رَبِّ تَكْذِيباً لِمَنْ اشْرَكَ بِكَ ، وَرَدّاً عَلى مَنْ جَعَلَ الْحَمْدُ لِغَيْرِكَ ، تَبارَكْتَ وَتَعالَيْتَ عُلُوّاً كَبِيراً ، بَلْ انْتَ اللهُ لَكَ الْحَمْدُ رَبُّ الْعالَمِينَ ، انْتَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ، انْتَ اللهُ الْعَلِيمُ الْحَلِيمُ ، انْتَ اللهُ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ، انْتَ اللهُ مَلِكُ يَوْمِ الدِّينِ.
انْتَ اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَالَيْكَ يَعُودُ ، انْتَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ انْتَ ، انْتَ اللهُ الْخالِقُ عالِمُ السِّرِّ وَأَخْفى ، لا إِلهَ إِلاَّ انْتَ الْواحِدُ الأَحَدُ ، الْفَرْدُ الصَّمَدُ ، لَمْ تَلِدْ وَلَمْ تُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَكَ كُفُواً احَدٌ.
اللهُمَّ إِنَّكَ حَيٌّ لا تَمُوتُ ، وَخالِقٌ لا تُغْلَبُ ، وَبَصِيرٌ لا تَرْتابُ ، وَسَمِيعٌ لا تَشُكُّ ، وَصادِقٌ لا تَكْذِبُ ، وَقاهِرٌ لا تُقْهَرُ ، وَبَدِيءُ لا تَتَغَيَّرُ ، وَقَرِيبٌ لا تَبْعُدُ وَقادِرٌ لا تُضادُّ ، وَغافِرٌ لا تَظْلِمُ ، وَصَمَدٌ لا تُطْعَمُ ، وَقَيُّومٌ لا تَنامُ ، وَمُجِيبٌ لا تَسْأَمُ ، وَجَبَّارٌ لا تُكَلَّمُ ، وَعَظِيمٌ لا تُرامُ.
وَعالِمٌ لا تُعَلَّمُ ، وَقَوِيٌّ لا تَضْعُفُ ، وَوَفِيٌّ لا تُخْلِفُ ، وَعَدْلٌ لا تَحِيفُ ، وَغَنِيٌّ لا تَفْتَقِرُ ، وَكَبِيرٌ لا تُغادَرُ ، (٣) وَحَكِيمٌ لا تَجُورُ ، وَمُمْتَنِعٌ لا تُمانَعُ (٤) ، وَمَعْرُوفٌ لا تُنْكَرُ ، وَوَكِيلٌ لا تَخْفى ، وَغالِبٌ لا تُغْلَبُ ، وَبَرٌّ لا تُسْتَأْمَرُ (٥) ، وَفَرْدٌ لا تُشاوِرُ ،
__________________
(١) الزمر : ٥٣.
(٢) آل عمران : ١٣٥.
(٣) المغادرة : الترك ، أي لا تترك شيئا إلاّ أحصيته وجازيت عليه.
(٤) لا تمانع : لا يمتنع منك أحد.
(٥) لا تستأمر : لا تستشير أحدا في البر والإحسان.