وَبِكُلِّ حَرْفٍ أَنْزَلْتَهُ عَلى نَبِيِّكَ عِيسى وَبِكُلِّ حَرْفٍ سَبَّحَكَ بِهِ مَلِكٌ مِنْ مَلائِكَتِكَ ، اوْ نَبِيٌّ مِنْ أَنْبِيائِكَ ، اوْ رَسُولٌ مِنْ رُسُلِكَ ، وَاسْتَجَبْتَ لَهُ دَعْوَتَهُ ، انْ تُفَرِّجَ عَنِّي هَمِّي وَغَمِّي وَكَرْبِي وَضِيقَ صَدْرِي وَما تَخَيَّرْتَ بِهِ فِي امْرِي.
يا مَوْضِعَ كُلِّ شَكْوى ، وَيا شاهِدَ كُلِّ نَجْوى ، وَيا مُنْتَهى كُلِّ حاجَةٍ ، وَيا عالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ ، وَيا كاشِفَ كُلِّ بَلِيَّةٍ ، وَيا خَلِيلَ إِبْراهِيمَ وَيا نَجِيَ (١) مُوسى وَيا مُصْطَفى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، ادْعُوكَ دُعاءَ مَنِ اشْتَدَّتْ فاقَتُهُ ، وَضَعُفَتْ قُوَّتُهُ وَقَلَّتْ حِيلَتُهُ ، وَادْعُوكَ دُعاءَ مَنْ لا يَجِدُ لِكَشْفِ ما هُوَ فِيهِ غَيْرُكَ انْ تَغْفِرَ لِي.
يا اسْمَعَ السّامِعِينَ وَيا ابْصَرَ النّاظِرِينَ وَيا اسْرَعَ الْحاسِبِينَ وَيا ارْحَمَ الرّاحِمِينَ وَيا اقْرَبَ الْمُحِبِّينَ ، وَيا رَءُوفُ يا رَحِيمُ ، يا بَدِيعَ السَّماواتِ وَالأَرَضِينَ ، اغْفِرْ لِي ذَنْبِي وَاعْتِقْنِي مِنَ النَّارِ ، يا مَنْ تَلَطَّفَ بِي فِي صَغِيرِ حَوائِجِي وَكَبِيرِها ، انْ وَكَلْتَنِي فِيها الى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ عَجَزْتُ عَنْها ، فَادْخِلْنِي الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ ، يا اللهُ ، وَلا تُناقِشْنِي فِي الْحِسابِ.
اللهُمَّ ما كانَ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ عِنْدِي مِنْ مَظْلَمَةٍ ، فِي عِرْضٍ اوْ مالٍ اوْ غَيْرِهِ ، فَاغْفِرْ لِي ذلِكَ فِيما بَيْنِي وَبَيْنَكَ ، وَارْضَ عِبادَكَ عَنِّي بِما شِئْتَ مِنْ فَضْلِكَ وَخَزائِنِكَ.
اللهُمَّ افْتَحْ لِي بابَ الْخَيْرِ وَيَسِّرْ لِي امْرَهُ ، اللهُمَّ افْتَحْ لِي بابَ الامْرِ الَّذِي فِيهِ الْفَرَجُ وَالْعافِيَةُ ، اللهُمَّ افْتَحْ لِي بابَهُ وَيَسِّرْ لِي سَبِيلَهُ وَسَهِّلْ لِي مَخْرَجَهُ.
اللهُمَّ أَيُّما احَدٍ مِنْ خَلْقِكَ أَرادَنِي بِسُوءٍ فَانِّي ادْرَءُ (٢) بِكَ فِي نَحْرِهِ (٣) ،
__________________
(١) النجيّ : المناجي ، والمخاطب للإنسان والمحدّث له.
(٢) درء يدرء : دفع.
(٣) انما خصّ النحور لأنه أسرع وأقوى في الدفع والتمكن من المدفوع ـ قاله في النهاية.