والمدائني ثقة اختلفوا في فطحيّته ، وقال الأردبيلي في مجمع الفائدة : عمرو ابن سعيد المدايني قيل أنّه فطحي ، إلاّ أنّ الأرجح أنه ثقة وليس بفطحي (١) انتهى ، والظاهر أنّ المشهور على فطحيّته.
وأمّا عمار فقد كثر الكلام فيه من جهة فطحيّته المعلومة بنقل الثقات ، ولذا قال صاحب التكملة ـ رحمهالله ـ في آخر ترجمته : فالمسألة تبنى على أن الموثق حجّة أم لا (٢) ، انتهى.
والحقّ ان اخباره معتمدة لا بد من العمل بها ، وإن قلنا بعدم حجيّة الموثق مطلقا ، أو عند وجود معارض صحيح ، وذلك لوجود الدليل الخاصّ على حجيّتها ، ويستكشف ذلك من مواضع ـ :
أ ـ كلام المفيد في الرسالة العددية من أن رواة الحديث ـ بأن شهر رمضان من شهور السنة يكون تسعة وعشرين يوما ، ويكون ثلاثين يوما ـ فقهاء ، أصحاب أبي جعفر عليهالسلام. إلى أن قال : والأعلام الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام ، الذين لا يطعن عليهم ، ولا طريق إلى ذمّ واحد منهم ، وهم أصحاب الأصول المدوّنة ، والمصنّفات المشهورة. إلى أن قال : ممّن روى عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عليهماالسلام ـ أن شهر رمضان يصيبه ما يصيب الشهور من النقصان ـ أبو جعفر محمّد بن مسلم. إلى أن قال : وروى مصدق بن صدقة ، عن عمّار بن موسى الساباطي ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد عليهماالسلام قال : « يصيب شهر رمضان ما يصيب الشهور من النقصان ، يكون ثلاثين يوما ويكون تسعة وعشرين يوما » (٣).
__________________
(١) مجمع الفائدة والبرهان ١ : ٣٥٣.
(٢) تكملة الكاظمي ٢ : ٢١٧.
(٣) الرسالة العددية : ١٤ و١٥ و١٧.