فأخذ الأئمّة المعصومون عليهمالسلام يعملون على توعية الاُمّة وتحريك طاقتها باتّجاه إيجاد وتصعيد الوعي الرساليِّ للشّريعة ولحركة الرّسول صلىاللهعليهوآله وثورته المباركة ، غير خارجين عن مسار السّنن الكونية التي تتحكّم في سلوك القيادة والاُمّة جمعاء.
وتبلورت حياة الأئمّة الرّاشدين في استمرارهم على نهج الرّسول العظيم صلىاللهعليهوآله ، وانفتاح الاُمّة عليهم والتفاعل معهم كأعلام للهداية ، ومصابيح لإنارة الدّرب للسّالكين المؤمنين بقيادتهم ، فكانوا هم الأدلاّء على الله وعلى مرضاته ، والمستقرّين في أمر الله ، والتامّين في محبّته ، والذّائبين في الشّوق إليه ، والسّابقين إلى تسلّق قمم الكمال الإنسانيّ المنشود.
وقد حفلت حياتهم بأنواع الجّهاد والصبر على طاعة الله وتحمّل جفاء أهل الجفاء حتّى ضربوا أعلا أمثلة الصمود لتنفيذ أحكام الله تعالى ، ثمّ اختاروا الشّهادة مع العزّ على الحياة مع الذّل فيها حتّى فازوا بلقاء الله سبحانه بعد كفاح عظيم وجهاد كبير.
ولا يستطيع المؤرّخون والكتّاب أن يلمّوا بجميع زوايا حياتهم العطرة ، ويدّعوا دراستها بشكل كامل ؛ ومن هنا فإنّ محاولتنا هذه إنّما هي إعطاء قبسات من حياتهم ، ولقطات من سيرتهم وسلوكهم ومواقفهم التي دوّنها المؤرّخون ، واستطعنا اكتشافها من خلال مصادر الدراسة والتحقيق ، عسى الله أن ينفع بها إنّه وليّ التوفيق.
إنّ دراستنا لحركة أهل البيت عليهمالسلام الرّسالية تبدأ برسول الإسلام وخاتم الأنبياء محمّد بن عبد الله صلىاللهعليهوآله وتنتهي بخاتم الأوصياء ، محمّد بن الحسن العسكري المهدي المنتظر عجّل الله تعالى فرجه وأنار الأرض بعدله.