والتّابعين لهم بإحسان، ولم يتعدّ مواقف أخيه الّذي نصّ على إمامته كلّ من جدّه وأبيه عليهماالسلام بالرغم من كلّ المغريات التي كان يستعملها معاوية لإسقاط الإمام الحسن عليهالسلام ، وتفتيت قواه والقضاء على حكومته المشروعة.
* ـ لقد كان الحسين عليهالسلام يعي مواقف أخيه الحسن عليهالسلام بشكل تامّ والنتائج المترتّبة على تلك المواقف ؛ لأنّه كان يدرك حراجة الظرف الذي كان يكتنف الاُمّة الإسلاميّة آنذاك وبعد استشهاد الإمام علي عليهالسلام بشكل خاص ، حيث انطلت ألاعيب معاوية وشعاراته الزائفة على جماعة كبيرة من السذّج والبسطاء ، ممّن كانوا يشكّلون القاعدة العظمى في مجتمع الكوفة ومركز الخلافة الإسلاميّة ، فأصبحوا يشكّون ويشكّكون في حقّانية خطّ الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام بعد ذلك التضليل الإعلامي الذي قام به معاوية وبطانته وعمّاله في صفوف الجيش المساند للإمام عليهالسلام، ولم يستطع الإمام الحسن عليهالسلام بكلّ ما اُوتي من حنكة سياسية وشجاعة أدبية ورصانة منطقية أن يقنع تلك القاعدة الشّعبية ، ويوقفها على زيف الشّعارات الاُموية في عدم صحّة الخضوع لشعار السّلم الذي كان قد تسلّح به معاوية لنيل الخلافة بأبخس الأثمان ؛ ممّا اضطرّ الإمام الحسن عليهالسلام للإقدام على الصلح من موقع القوّة بعد أن نفَّذَ جميع الخطط السّياسية الممكنة ، وبعد أن سلك جميع الطرق المعقولة التي ينبغي للقائد المحنّك أن يسلكها في تلك الظروف السياسية والاجتماعية والنفسية التي كان يعيشها الإمام الحسن عليهالسلام وشيعته ؛ فتنازل عن الخلافة ، إلاّ إنّه لم يوقّع على شرعيّة حاكميّة معاوية ، بالإضافة إلى أنّه قد اشترط شروطاً موضوعيةً تفضح واقع معاوية والحكم الاُموي على المدى القريب أو البعيد.
* ـ وهكذا أفلح الإمام الحسن عليهالسلام بعد أن اختار الطريق الصعب ، وتحمّل ما تحمّل من الأذى والمكروه من أقرب أفراد شيعته فضلاً عن