أعدائه ، حيث استطاع أن يكشف حقيقة الحكم الاُموي الجّاهلي الذي ارتدى لباس الإسلام ورفع شعار الصّلح والسّلم ؛ ليقضي على الإسلام باسم الإسلام وبمَنْ ينتسب إلى قريش قبيلة الرّسول صلىاللهعليهوآله ، بعد أن خطّط بشكل حاذق خطّةً يتناسى المسلمون بسببها أنّ آل أبي سفيان الذين يتربّعون اليوم على كرسي الحكم الإسلامي ، ويحكمون المسلمين باسم الرّسول صلىاللهعليهوآله وخلافته ، هم الذين حاربوا الإسلام بالأمس القريب.
* ـ وبهذا هيّأ الإمام الحسن عليهالسلام ـ بتوقيعه على وثيقة الصّلح ـ الأرضية اللازمة للثورة على الحكم الاُمويّ الجاهليّ الذي ظهر بمظهر الإسلام من جديد ، وذلك بعد أن أخلف معاوية كلّ الشّروط التي اشترطها عليه الإمام الحسن عليهالسلام بما فيها عدم تعيين أحد للخلافة من بعده ، وعدم التعرّض لشيعة عليّ وللإمام الحسن والحسين عليهماالسلام بمكروه.
ولم يستطع معاوية أن يتمالك نفسه أمام هذه الشّروط حتّى سوّلت له نفسه أن يدسّ السمّ الفاتك إلى الإمام الحسن عليهالسلام ؛ ليستطيع توريث الخلافة لابنه الفاسق يزيد ، ولكنّه لم يعِ نتائج هذا التنكّر للشروط ولنتائج هذه المؤامرة القذرة ... وقد أيقن المسلمون ـ بعد مرور عقدين من الحكم الاُموي ـ بشراسة هذا الحكم وجاهليّته ؛ ممّا جعل القواعد الشعبية الشيعية تستعدّ لخوض معركة جديدة ضدّ النظام الحاكم ، وبذلك تهيّأت الظروف الملائمة للثورة ، واكتملت الشّروط اللازمة بموت معاوية ومجيء يزيد الفاسق ، شارب الخمور ، والمستهتر بأحكام الدين إلى سدّة الحكم ، والإقدام على أخذ البيعة من وجوه الصّحابة وعامّة التّابعين ، والإصرار على أخذها من مثل أبيّ الضّيم أبي عبد الله الحسين عليهالسلام سيّد أهل الإباء وإمام المسلمين.
* ـ لقد حكم معاوية بن أبي سفيان ما يُقارب عشرين سنة ، متّبعاً سياسة