لنجاحها وبلوغ أهدافها (١)؛ نهض مستنفراً كلّ طاقاته وقدراته التي كان قد أعدّها وهيّأها في ذلك الظرف التأريخي في صنع ملحمته الخالدة ، فحرّك ضمير الاُمّة ، وأعادها لتسلك مسيرة رسالتها ، وبعث شخصيّتها العقائدية من جديد ، وسلب المشروعية من الحكّام الطّغاة ، ومزّق كلّ الأقنعة الخدّاعة التي كانوا قد تستّروا بها ، وأوضح الموقف الشّرعي للاُمّة على مدى الأجيال.
ولم يستطع الطّغاة أن يشوّهوا معالم نهضته ، كما لم يستطيعوا أن يقفوا بوجه المدّ الثوري الذي أحدثه على مدى العصور ، ذلك المدّ الذي أطاح بحكم بني اُميّة وبني العباس ومَنْ حذا حذوهم ، فكانت ثورته مصدر إشعاع رسالي لكلّ الاُمم ، كما كانت القيم الرساليّة التي طرحها وأكّد عليها محفّزاً ومعياراً لتقييم كلّ الحكومات والأنظمة السّياسية الحاكمة ، فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيّاً.
* * *
__________________
(١) راجع الشّروط الضّرورية الخمسة للنجاح ، والتي توفّرت في ثورة الحسين عليهالسلام في كتاب (ثورة الحسين. النظرية ـ الموقف ـ النتائج) ـ للسيّد محمّد باقر الحكيم ، الطبعة الأولى ، منشورات مؤسّسة الإمام الحسين عليهالسلام / ٦٢ ـ ٩٢ ، وراجع مجلّة الفكر الإسلامي العدد (١٧) مقال الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر حول الثورة الحسينيّة تحت عنوان (التخطيط الحسيني لتغيير أخلاقية الهزيمة).