حتى إن الشيخ عليّا المذكور قدسسره صرّح في حواشي كتب الحديث بأنه متى وردت رواية إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليهالسلام ، فهو ابن حيان الثقة الإمامي.
ويفهم منه أن إسحاق بن عمار الساباطي لم يدرك الصادق عليهالسلام. وحينئذ ، فاحتمال الاشتراك إنما يحصل فيما إذا روى إسحاق بن عمار عن الكاظم عليهالسلام.
أقول : والأظهر عندي هو التعدد كما هو المستفاد من التتبّع لكتب الرجال ، والمعلوم من القرائن والأمارات الواردة في هذا المجال. والظاهر أن منشأ الشبهة عند من ذهب إلى الاتّحاد ، هو كلام العلّامة في (الخلاصة) حيث إنه جمع بين عبارتي النجاشي و (الفهرست) على وجه كأنهما عبارة واحدة ، والعبارتان عند الرجوع إلى الكتابين على غاية من التباعد والتنافي ؛ إذ الموجود في (الفهرست) ، هو إسحاق بن عمار الساباطي الفطحي ، والمذكور في (كتاب النجاشي) هو أبو حيان الصيرفي الإمامي.
قال النجاشي في كتابه : (إسحاق بن عمار بن حيان مولى بني تغلب أبو يعقوب الصيرفي ، شيخ من أصحابنا ، ثقة ، وإخوته يونس ويوسف وقيس وإسماعيل. وهو في بيت كبير من الشيعة. وابنا أخيه : علي بن إسماعيل ، وبشر بن إسماعيل كانا من وجوه من روى الحديث. روى إسحاق عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهماالسلام) (١) انتهى.
وقال الشيخ في (الفهرست) : (إسحاق بن عمار الساباطي : له أصل ، وكان فطحيا إلّا إنه ثقة ، وأصله معتمد) (٢) انتهى.
والعلّامة في (الخلاصة) جمع بين ما أخذه من العبارتين ، فقال : (إسحاق بن عمار مولى بني تغلب أبو يعقوب. كان شيخا في أصحابنا ، ثقة. روى عن
__________________
(١) رجال النجاشي : ٧١ / ١٦٩.
(٢) الفهرست : ٥٤ / ٥٢.