عمر ، لا تحملوا على شيعتنا وارفقوا بهم ، فإنّ الناس لا يحتملون ما تحملون» (١).
وروى في الكتاب المذكور بسنده عن شهاب قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «لو علم الناس كيف خلق الله تبارك وتعالى هذا الخلق لم يلم أحد أحدا».
فقلت : أصلحك الله ، فكيف ذلك؟ فقال : «إنّ الله خلق أجزاء بلغ بها تسعة وأربعين جزءا ، ثم جعل الأجزاء أعشارا فجعل الجزء عشرة أعشار ، ثم قسمه بين الخلق فجعل في رجل عشر جزء وفي آخر (٢) عشري جزء حتى بلغ به جزءا تامّا ، وفي آخر جزءا وعشر جزء وفي آخر جزءا وعشري جزء [وآخر جزءا] وثلاثة أعشار جزء حتى بلغ به جزءين تامّين. ثم بحساب ذلك حتى بلغ بأرفعهم تسعة وأربعين جزءا ، فمن لم يجعل فيه إلّا عشر جزء لم يقدر أن يكون مثل العشرين ، وكذلك صاحب العشرين لا يكون مثل صاحب الثلاثة الأعشار ، وكذلك من تمّ له جزء لا يقدر على أن يكون مثل صاحب الجزءين. ولو علم الناس أن الله عزوجل خلق هذا الخلق على هذا لم يلم أحد أحدا» (٣).
وروى فيه عن عبد العزيز القراطيسي قال : قال لي أبو عبد الله عليهالسلام : «يا عبد العزيز ، إن الإيمان عشر درجات بمنزلة السلّم يصعد منه مرقاة بعد مرقاة ، فلا يقولن صاحب الاثنين لصاحب الواحد : لست على شيء حتى ينتهي إلى العاشرة. فلا تسقط من هو دونك فيسقطك من هو فوقك. وإذا رأيت من هو أسفل منك بدرجة فارفعه إليك برفق ولا تحملن عليه ما لا يطيق فتكسره ، فإنّ من كسر مؤمنا فعليه جبره» (٤).
وروى هذا الخبر الصدوق رحمهالله في (الخصال) بطريقين ، وزاد فيه في الروايتين :
__________________
(١) الكافي ٨ : ٣٣٤ / ٥٢٢.
(٢) من «ح» والمصدر.
(٣) الكافي ٢ : ٤٤ / ١ ، باب آخر من درجات الإيمان.
(٤) الكافي ٢ : ٤٤ ـ ٤٥ / ٢ ، باب آخر من درجات الإيمان.