وقال : «تعرفت إليّ في كل شيء ، فرأيتك ظاهرا في كلّ شيء ، فأنت الظاهر لكلّ شيء» (١).
ويوضح ذلك بأتم إيضاح ما ذكره بعض المحقّقين في هذا المقام حيث قال : (اعلم أن أظهر الموجودات وأجلاها هو الله عزوجل ، فكان هذا يقتضي أن تكون معرفته أول المعارف وأسبقها إلى الأفهام وأسهلها على العقول ، وترى الأمر بالضد من ذلك ، فلا بد من بيان السبب فيه) (١).
ثم أطال الكلام في بيان السبب المذكور ، إلى أن قال : (فهذا هو السبب في قصور الأفهام ، وأما من قويت (٢) بصيرته ولم تضعف منته فإنه في حال أمره لا يرى إلّا الله ، وأفعاله أثرا من آثار قدرته فهي تابعة له ، فلا وجود لها بالحقيقة وإنما الوجود للواحد الحق الذي به وجود الأفعال كلّها.
ومن هذا حاله فلا ينظر في شيء من الأفعال إلّا ويرى فيها الفاعل ، ويذهل عن الفعل من حيث هو سماء وأرض وحيوان وشجر ، بل ينظر فيه من حيث إنه
__________________
(١) الإقبال بالأعمال الحسنة : ٣٤٩ ـ ٣٥٠. قال في (بحار الأنوار) : (أقول : قد أورد الكفعميّ رحمهالله أيضا هذا الدعاء في (البلد الأمين) وابن طاوس في (مصباح الزائر) .. ولكن ليس في آخره فيهما بقدر ورق تقريبا ، وهو من قوله : «إلهي أنا الفقير في غناي» (١) ، إلى آخر هذا الدعاء. وكذا لم يوجد هذه الورقة في بعض النسخ العتيقة من (الإقبال) أيضا (٢).
وعبارات هذه الورقة لا تلائم سياق أدعية السادة المعصومين أيضا ، وإنما هي على وفق مذاق الصوفية ؛ ولذلك قد مال بعض الأفاضل إلى كون هذه الورقة من مزيدات مشايخ الصوفية ومن إلحاقاته وإدخالاته) (٣).
(٢) إحياء علوم الدين ٤ : ٣٢٠ ، وفيه : وكان ، بدل : فكان.
(٣) من «ح» ، وفي «ق» : قربت.
__________________
١ ـ يذكر أنّ العبارة التي استشهد بها المصنّف رحمهالله هي من ضمن هذا المقدار من الدعاء.
٢ ـ ويذكر أيضا أنّ نسخة الإقبال الكومبيوترية التي بين أيدينا لم تذكر هذا المقدار من الدعاء.
٣ ـ بحار الأنوار ٩٥ : ٢٢٧.