وفي كتاب (المؤمن) للحسين بن سعيد بإسناده عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «[إنّ المؤمن رؤياه] (١) جزء من سبعين جزءا من النبوة ، ومنهم من يعطى على الثلاث» (٢).
قال بعض مشايخنا ـ عطر الله مراقدهم ـ : (إن معنى قوله : «ومنهم من يعطى على الثلاث» أن بعض الكمّل من المؤمنين يكون رأيه ورؤياه ثلاثة من أجزاء النبوة) (٣) انتهى.
وفي كتاب (جامع الأخبار) عنه عليهالسلام : «ولقد حدّثني أبي عن جدي عن أبيه عليهالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : من رآني في منامه فقد رآني ؛ فإنّ الشيطان لا يتمثل في صورتي ولا في صورة أحد من أوصيائي ولا في صورة أحد من شيعتهم. وإنّ الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءا من النبوة» (٤).
وأكثر أخبار العامة دلّت على أنّها جزء من ستة وأربعين جزءا (٥).
والكلام هنا في موضعين :
أحدهما : في معنى كون الرؤيا الصادقة جزءا من أجزاء النبوة ، فقيل : (إن المراد : الإشارة إلى أن الرؤيا الصادقة من المؤمن الصالح في الصدق والصحة كالنبوة (٦) ؛ لما فيها من الإعلام الذي هو على معنى النبوة على أحد الوجهين. وقد قال كثير من الأفاضل : إن للرؤية الصادقة ملكا وكّل بها ، يرى الرائي من ذلك ما فيه من تنبيه على ما يكون له ، أو يقدّر عليه من خير أو شر.
وهذا معنى النبوة ؛ لأن النبي إما (فعيل) بمعنى مفعول ، أي يعلمه الله ويطلعه في
__________________
(١) من المصدر : وفي «ح» : رأى المؤمن.
(٢) المؤمن : ٣٥ / ٧١.
(٣) بحار الأنوار ٥٨ : ١٩١.
(٤) جامع الأخبار : ٤٩٠ / ١٣٦٦.
(٥) صحيح البخاري ٦ : ٥٦٢ ـ ٢٥٦٤ / ٦٥٨٢ ، ٦٥٨٦ ـ ٦٥٨٨ ، سنن ابن ماجة ٢ : ١٢٨٢ / ٣٨٩٣ ـ ٣٨٩٤.
(٦) كذا في النسختين ، وفي المصدر ، جزء من أجزاء النبوّة ، بدل : في الصدق والصحّة كالنبوّة.