الكوفة [قد نزل] (١) فيهم كذاب ، أما المغيرة فإنه يكذب على أبي ـ يعني أبا جعفر عليهالسلام ـ قال : حدّثني (٢) أن نساء آل محمد إذا حضن قضين الصلاة ، وكذب والله ـ عليه لعنة الله ـ ما كان من ذلك شيء ولا حدّثه. وأما أبو الخطاب فكذب عليّ وقال إني أمرته هو وأصحابه ألا يصلّي المغرب حتى يروا الكواكب (٣)» (٤) الحديث.
على أن مقتضى الحكمة الربانية وشفقة الأئمّة عليهمالسلام على من في أصلاب الرجال من شيعتهم تمنع من أن يتركوهم هملا يمشون على غير طريق واضح ولا منار لائح ، فلا يميزون لهم الغثّ من السمين ، ولا يهدونهم إلى جادة الحق المبين ، ولا يوقفونهم على ما وقع في الشريعة من تغيير وتبديل ، وما يحدثه الكفار (٥) المغترّون من البدع والضلال والتضليل! كلّا ثم كلّا ، بل أوضحوا الدين المبين غاية الإيضاح ، وصفّوه عن شوب كل كدر ، حتى أسفر كضوء الصباح.
ألا ترى إلى (٦) ما ورد عنهم من حثّ الشيعة على الكتابة لما يسمعونه منهم ، وأمرهم بحفظ الكتب لمن يأتي بعدهم ، كما ورد في جملة من الأخبار التي رواها ثقة الإسلام في جامعه (الكافي) (٧) وغيره في غيره (٨) ، وإلى تحذيرهم الشيعة عن مداخلة كل من أظهر البدع ، وأمرهم بمجانبتهم وتعريفهم لهم بأعيانهم (٩) ، كما عرفت فيما تلوناه من الأخبار المتقدمة.
ومثله ما خرج من الأئمّة المتأخّرين ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ في لعن
__________________
(١) من المصدر ، وفي النسختين : لم يزل.
(٢) في المصدر : حدّثه.
(٣) في المصدر : كوكب كذا يقال له القنداني ، والله إن ذلك لكوكب ما أعرفه.
(٤) اختيار معرفة الرجال : ٢٢٨ / ٤٠٧.
(٥) في «ح» : الكذابون.
(٦) ليست في «ح».
(٧) الكافي ١ : ٥٢ ـ ٥٣ / ٨ ، ٩ ، ١٠ ، ١١ ، ١٥ ، باب رواية الكتب والحديث ..
(٨) عوالي اللآلي ١ : ٦٨ / ١١٩ ، منية المريد : ٣٤٠ ـ ٣٤١ ، بحار الأنوار ٢ : ١٥١ ـ ١٥٣ / ٣٥ ، ٣٦ ، ٣٧ ، ٣٨ ، ٣٩ ، ٤٠ ، ٤٦ ، ٤٧.
(٩) الكافي ١ : ٥٤ ، باب البدع والرأي المقاييس.