(الكافي) (١) وغيره (٢) قال هشام للشامي : فبعد رسول الله صلىاللهعليهوآله من الحجة؟ قال الشامي : (الكتاب) والسنة. قال هشام : فهل ينفعنا (الكتاب) والسنة في دفع الاختلاف عنا؟ قال الشامي : نعم. قال هشام : فلم اختلفت أنا وأنت ، وصرت إلينا من الشام في مخالفتنا إياك؟ فسكت الشامي ، فقال أبو عبد الله عليهالسلام : «مالك لا تتكلم؟». فقال : إن قلت : لم نختلف كذبت ، وإن قلت : (الكتاب) والسنة يرفعان عنا الاختلاف أحلت (٣) ؛ لأنهما يحتملان الوجوه. [وإن قلت : قد اختلفنا ، وكل واحد منّا يدّعي الحقّ ، فلم ينفعنا إذن (الكتاب) والسنة].
إلى أن قال الشامي لهشام : والساعة من الحجة؟ فقال هشام : هذا القاعد الذي تشدّ إليه الرحال ، ويخبرنا بأخبار السماء ، الحديث. ولا يخفى ما فيه من الصراحة في المطلوب.
وفي رسالة الصادق عليهالسلام (٤) للشيعة وأمرهم بمدارستها (٥) ، المروية في روضة (الكافي) بأسانيد ثلاثة ما صورته : «قد أنزل الله القرآن وجعل فيه تبيان كل شيء ، وجعل للقرآن ولتعلم القرآن أهلا لا يسع أهل علم القرآن الذين أتاهم الله (٦) علمه أن يأخذوا فيه بهوى ولا رأي ولا مقاييس ، أغناهم الله عن ذلك بما آتاهم الله من علمه ، وخصّهم به وضعه عندهم كرامة من الله أكرمهم بها. وهم أهل الذكر الذين أمر الله هذه الامّة بسؤالهم ، وهم الذين من سألهم ـ وقد سبق في علم الله أن يصدقهم ويتبع أثرهم ـ أرشدوه وأعطوه من علم القرآن ما يهتدي به إلى الله بإذنه وإلى جميع سبل الحق.
وهم الذين لا يرغب عنهم وعن مسألتهم وعن علمهم الذي أكرمهم الله به وجعله
__________________
(١) الكافي ١ : ١٧٢ / ٤ ، باب الاضطرار إلى الحجّة.
(٢) الاحتجاج ٢ : ٢٧٧ ـ ٢٨٢ / ٢٤١ ، بحار الأنوار ٢٣ : ٩ ـ ١٣ / ١٢.
(٣) في المصدر : أبطلت.
(٤) في «ح» بعدها : التي كتبها.
(٥) من «ق» : وفي النسختين : بدراستها.
(٦) ليست في «ح».