عندهم إلّا من سبق عليه في علم الله الشقاء في أصل الخلق تحت الأظلّة ، فاولئك الذين يرغبون عن سؤال أهل الذكر ، والذين أتاهم الله علم القرآن ووصفه عندهم وأمرهم بسؤالهم» (١) الحديث.
وفي بعض خطب أمير المؤمنين عليهالسلام المروية في روضة (الكافي) أيضا : «فإنّ علم القرآن ليس يعلم ما هو إلّا من ذاق طعمه فعلم بالعلم جهله ، وأبصر به عماه ، وسمع به صممه وأدرك به علم ما فات ، وحيا به بعد إذ مات ، وأثبت عند الله ـ تعالى ذكره ـ به الحسنات ، ومحابه السيئات ، وأدرك به رضوانا من الله تعالى ، فاطلبوا ذلك من عند أهله خاصة ؛ فإنّهم خاصة نور يستضاء به ، وأيمة يهتدى بهم ، وهم (٢) عيش العلم وموت الجهل» (٣) الحديث.
وفي كتاب (المحاسن) في باب (أنزل الله في (القرآن) تبيانا لكلّ شيء) : عنه عن أبيه عمّن ذكره عن أبي عبد الله عليهالسلام في رسالة : «وأما ما سألت من القرآن فذلك أيضا من خطراتك المتفاوتة المختلفة ؛ لأن القرآن ليس على ما ذكرت ، وكل ما سمعت فمعناه غير ما ذهبت إليه. وإنما القرآن أمثال لقوم يعلمون دون غيرهم ؛ ولقوم يتلونه حق تلاوته ، وهم الذين يؤمنون به ويعرفونه ، فأمّا غيرهم ، فما أشد استشكاله عليهم وأبعده من مذاهب قلوبهم! ولذلك قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : انه ليس شيء (٤) بأبعد من قلوب الرجال من تفسير القرآن ، وفي ذلك تحير الخلائق أجمعون إلّا من شاء الله. وإنما أراد بتعميته في ذلك أن ينتهوا إلى بابه وصراطه ، وأن يعبدوه وينتهوا في قوله إلى طاعة القوّام (٥) بكتابه والناطقين عن أمره ، وأن يستنبطوا ما احتاجوا إليه من ذلك عنهم لا عن أنفسهم».
__________________
(١) الكافي ٨ : ٤ ـ ٥.
(٢) في «ح» : هو.
(٣) الكافي ٨ : ٣١٩ ـ ٣٢٠ / ٥٨٦.
(٤) من «ح» والمصدر.
(٥) في «ح» : العامّة.