والوسع دون الطاقة (ما يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ) (١). ويدل على ذلك من الأخبار حسنة عبد الأعلى قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : عثرت فانقطع ظفري ؛ فجعلت على إصبعي مرارة ؛ فكيف أصنع بالوضوء؟ فقال : «تعرف هذا وأشباهه من كتاب الله عزوجل (ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)» (٢).
وفي رواية أبي بصير في الجنب يجعل يده في الكوز أو الركوة؟ قال : «إن كانت يده قذرة فليهرقه ، وإن كان لم يصبها قذر فليغتسل منه ، هذا ممّا قال الله تعالى : (ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)» (٣).
وفي صحيحة الفضيل في الجنب يغتسل فينتضح الماء من الأرض في (٤) الإناء ، فقال : «لا بأس ، هذا ممّا قال الله تعالى (ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)» (٥).
ولا يخفى على المتأمّل في الأحكام الشرعية والتكليفات الربانية ما بلغت إليه العناية السبحانية بالعباد من الرأفة والرحمة والشفقة في (٦) الإصدار والإيراد ، حيث أوجب سبحانه رعاية الأبدان [وجعلها] مقدّمة على الأديان ، فأوجب على من تضرر باستعمال الماء غسلا أو وضوء الانتقال إلى التيمم ، وأوجب على من تضرر بالصيام الإفطار ، وأوجب على من تضرر بالصلاة قائما القعود ثم النوم ، وأوجب على المسافر التقصير في الصلاة ، إلى غير ذلك من المواضع التي يقف عليها المتتبع البصير.
__________________
(١) المائدة : ٦.
(٢) تهذيب الأحكام ١ : ٣٦٣ / ١٠٩٧ ، الاستبصار ١ : ٧٧ ـ ٧٨ / ٢٤٠ ، وسائل الشيعة ١ : ٤٦٤ ، أبواب الوضوء ، ب ٣٩ ، ح ٥.
(٣) تهذيب الأحكام ١ : ٣٨ / ١٠٣ ، وسائل الشيعة ١ : ١٥٤ ، أبواب الماء المطلق ، ب ٨ ، ح ١١.
(٤) من «ح» ، وفي «ق» : و.
(٥) تهذيب الأحكام ١ : ٨٦ / ٢٢٥ ، وسائل الشيعة ١ : ٢١١ ، أبواب الماء المضاف والمستعمل ، ب ٩ ، ح ١.
(٦) في «ح» : و.