ذكره من القرائن التي اعتمدها للحمل على الإمام عليهالسلام ، فإن مثلها وأمثالها ورد في حق المؤمن الصالح والمجاهد المناصح ، وكفاك (١) الحديث القدسي وقوله سبحانه : «إن العبد ليتقرب إليّ بالنوافل» (٢) إلى آخر الحديث.
وأبعد من ذلك قوله : (إن غرضه الردّ على الزيدية ومن حذا حذوهم) ، وأين الزيدية في أيام علي بن الحسين عليهماالسلام؟ وغاية استبعاده قدسسره : أن تلك الصفات لا تحصل (٣) إلّا في الأولياء الكمل.
ولا ريب أن هذا مؤيد لما اخترناه على الوجه الأكمل ؛ فإن النائب عنهم عليهمالسلام والخليفة الجالس في مجلسهم ومقامهم ، يجب البتّة (٤) أن يكون من الأولياء ، الكمل ، بل الفرد الأعلى في ذلك والأكمل ؛ لما هو معلوم عرفا وشرعا من المناسبة التامة ، والمشابهة الواقعة بين النائب والمنوب عنه ، فلا ينوب عنهم إلا الأكمل من أوليائهم. وقد عرفت بما ذا يحصل ذلك الكمال في الأقوال والأفعال ، والله الهادي لمن يشاء.
__________________
(١) في «ح» : الناصح وكذاك ، بدل : المناصح وكفاك.
(٢) الكافي ٢ : ٣٥٢ / ٧ ، ٨ ، باب من آذى المسلمين واحتقرهم.
(٣) لا تحصل ، من «ح».
(٤) ليست في «ح».