قلتُ لهم مبتسماً : دعونا من الشيعة ، وتكلّموا معي أنا شخصياً ، فقد كنتُ مالكياً مثلكم ، واقتنعتُ بعد بحث طويل بأن أهل البيت عليهمالسلام هم أحق وأولى بالاتباع ، فهل عندكم حجّة تجادلوني بها ، أو تسألوني ما هو دليلي وحجّتي عسى أن نفهم بعضنا بعضاً؟
قالوا : أهل البيت هم نساء النبي صلىاللهعليهوآله وأنتَ لا تعرف من القرآن شيئاً.
قلت : فإنّ صحيح البخاري وصحيح مسلم يُفيدان غير ما ذكرتم!
قالوا : كل ما في البخاري ومسلم ، وكتب السنة الأخرى من حجج
__________________
الذي كال التهم إلى الشيعة الإمامية بلا تثبت فيما كتبه عنهم! قال عليه الرحمة :
نعم ذنبهم الوحيد الذي لا يغفر عند ابن حزم أنّهم يوالون علياً أمير المؤمنين عليهالسلام وأولاده الأئمّة الأمناء صلوات الله عليهم إقتداءً بالكتاب والسنة ، ومن جزاء ذلك يستبيح صاحب الفصل من أعراضهم ما لا يُستباح من مسلم ، والله هو الحكم الفاصل.
وأما ما حسبه من أن مبدء التشيع كان إجابةً ممّن خذله الله لدعوة من كاد الإسلام ، وهو يريد عبدالله بن سبأ الذي قتله أمير المؤمنين عليهالسلام إحراقاً بالنار على مقالته الإلحادية وتبعته شيعته على لعنه والبراءة منه.
فمتى كان هذا الرجس من الحزب العلوي حتى تأخذ الشيعة منه مبدءَها القويم؟! وهل تجد شيعياً في غضون أجيالها وأدوارها ينتمي إلى هذا المخذول ويمتُّ به؟! لكن الرجل أبى إلاّ أن يقذفهم بكل مائنة وشائنة ، ولو استشفَّ الحقيقة لعلم بحق اليقين أنّ ملقي هذه البذرة ـ التشيع ـ هو مشرع الإسلام 9 يوم كان يُسمّي من يوالي علياً عليهالسلام بشيعته ويضيفهم إليه ويطريهم ويدعو أمّته إلى موالاته واتباعه.
ولتفاهة هذه الكلمة لا نسهب الإفاضة في ردّه ونقتصر على كلمة ذهبيّة للأُستاذ محمد كرد علي في خطط الشام : ج ٦ ص ٢٤٦ قال : أما ما ذهب إليه بعض الكتاب من أنَّ أصل مذهب التشيع من بدعة عبدالله بن سبأ المعروف بابن السوداء فهو وهمٌ!! وقلّة علم بتحقيق مذهبهم! ومن علم منزلة هذا الرجل عند الشيعة وبراءتهم منه ومن أقواله وأعماله وكلام علمائهم في الطعن فيه بلا خلاف بينهم في ذلك ، علم مبلغ هذا القول من الصواب.
الغدير : ج ٣ ص ٩٤ ـ ٩٥ ، ولتقف أيضاً على المزيد من حقيقة هذا الإفتراء راجع نفس المصدر : ج ٨ ص ٣٨٠ ـ ٣٨٢ ، وج ٩ ص ٢١٨ ـ ٢٢٢.