منع الناس أن يدخلوا بيت النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد وفاته ، وقوله : بأنه لم يمت ، فهل عندك تفسير لذلك؟
قلت : طبعاً ، الأمر واضح وضوح الشمس ، لأن عمر أدرك بدهائه أن الصحابة إذا ما دخلوا إلى البيت النبويِّ ، ورأوه ميِّتاً وإلى جانبه الإمام علي عليهالسلام فسيبايعونه على الفور ، وإذا ما بايع جمع من الصحابة عليّاً عليهالسلام فسيكون من المستحيل بعدها مبايعة خليفة ثان.
قال مرافقي عند سماعه هذا التحليل : الله أكبر! من يفكر بهذا التفكير؟ .. إلخ (١).
ولعلّه يقول قائل : إذا كان الخليفة إنّما فعل ما فعل ليحول بين الناس وبين بيعة أميرالمؤمنين عليهالسلام فهذه الخطّة إذن لم تكن لتخفى على أميرالمؤمنين عليهالسلام ، فلماذا لم يخرج إلى الناس ويخبرهم بحقيقة الأمر ، ويدعوهم للبيعة لنفسه؟
والجواب على ذلك نفهمه من خلال كلام أميرالمؤمنينعليهالسلاممع عمِّه العباس ابن عبد المطلب ، فقد روى الشيخ المفيد عليه الرحمة أن العباس قال لعلي عليهالسلام في اليوم الذي قبض فيه رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلمبما اتفق عليه أهل النقل: ابسط يدك ـ يا بن أخ ـ أبايعك ، فيقول الناس : عمُّ رسول الله بايع ابن أخيه ، فلا يختلف عليك
__________________
بعد ما قام القوم ، فقال : هو عمر ، فقلت : صدقت ، قد سمعت عليّاً عليهالسلام وسلمان وأبا ذر والمقداد يقولون : إنه عمر ، فقال : يا سليم! اكتم إلاَّ ممن تثق بهم من إخوانك ، فإن قلوب هذه الأمَّة .. إلخ.
كتاب سليم بن قيس ، تحقيق محمّد باقر الأنصاري : ٣٢٤ ، بحار الأنوار ، المجلسي : ٢٢/٤٩٧ ـ ٤٩٨ ح ٤٤.
١ ـ فسيروا في الأرض فانظروا ، الدكتور محمّد التيجاني : ٣١٣ ـ ٣١٥.