عنهم جميعاً وأرضاهم.
فالتفت إليه الشيعي وقال : أولا : فليتكلَّم أحدكم ، ثانياً : إذا أردت الحديث فافهم أولا ما أقول ثمَّ تحدَّث ، وثالثاً : إذا كان علي عليهالسلام أفضل منّا ـ وهو كذلك بلا شك ـ فهو أدرى منا بالأصول ، أليس كذلك؟!
قالوا بحذر : نعم.
فقال لهم : عليٌّ عليهالسلام حارب معاوية ، ليس فقط لم يترضَّ عليه كما تطالبوني ، بل قاتله أشدَّ قتال ، ولو ظفر به لألحقه بأجداده.
قال أحدهم وهو يمضغ مسواكاً : نقول كما قال السلف : تلك دماء عصم الله منها سيوفنا فلنعصم ألسنتنا ، ونحن نرى معاوية صحابيّاً جليلا ، وأنه فعل خيراً عندما نصب يزيد ، ونرى أن خروج الحسين بن علي عليهالسلام كان خطأ منه ، وقد تاب يزيد.
قال الشيعي : قولك : فنعصم منها ألسنتنا ، لا ينطبق عليك ؛ لأنك الآن تقول إن معاوية صحابيٌّ جليل ، إذن لقد أخطأ عليٌّ في حربه لمعاوية ، ثمَّ من قال لك : إنك لن تسأل عن تلك الدماء؟ لابدّ أن يكون لكم موقف تجاه ما جرى ، فهما جهتان : إحداهما على حقٍّ ، والأخرى على باطل ، ووقوفك الآن في وجهي اشتراك في تلك ( الفتنة ) كما تدّعي.
أمَّا عن الحسين بن علي عليهالسلام فهو لم يخطئ كما تقول ، فهو كما قال عنه رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم: سيِّد شباب أهل الجنة (١) ، وهو من أهل بيت النبوَّة ، وتعلَّم من
__________________
١ ـ روى ابن أبي شيبة الكوفي ، عن علي عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : الحسن والحسين سيِّدا شباب أهل الجنة.