حوار في حديث خوخة أبي بكر
هشام آل قطيط : بعدما ذكرت الأدلّة الكثيرة حول صلاة الخليفة أبي بكر وإبطالها ، فما رأي سماحتكم بقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لو كنت متّخذاً من أهل الأرض خليلا غير ربّي لاتخّذت أبا بكر خليلا ، لا يبقين في المسجد خوخة إلاَّ سدَّت إلاَّ خوخة أبي بكر (١)؟ أليس هذا الحديث دليلا قاطعاً على خلافة سيدنا أبي بكر (٢).
السيِّد البدري : إن هذا الحديث رواية آحاد ، هذا أوَّلا.
__________________
للخلافة ، فضلا عن النصّ ؛ لأن الإمامة في الصلاة ليست بالأمر الخطير الشأن الذي لا يكون إلاَّ لمن له الإمامة ، ولا سيّما على مذهب أهل السنّة ، وكان ائتمام المسلمين بعضهم ببعض مما اعتادوا عليه ، وشاع يومئذ بينهم بترغيب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فيه .. ولا أعتقد بصحّة ما يروى أن النبي 6 هو الذي قدَّمه للصلاة ، وأنه صلَّى أياماً ؛ لأن أبا بكر كان من جيش أسامة من غير شك ، وقد نهى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عن التخلُّف عنه ، وشدَّد في الإسراع بإنفاذه ، فكيف يجتمع هذا مع تقديم النبيِّ له للصلاة مدّة مرضه؟
نعم ، الثابت أنه صلَّى صلاة واحدة .. يوم الإثنين ، يوم وفاة النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقبل أن يتمَّها خرج صاحب الرسالة يتهادى بين رجلين ، ورجلاه تخطّان الأرض من الوجع ، فصلَّى بالناس صلاتهم ، وتأخَّر أبو بكر ، فإن عائشة هي التي روت أمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بتقديمه لا غيرها ، وأنها راجعته في ذلك حتى قال لها غاضباً : إنكن لأنتن صواحب يوسف ، وهي نفسها تروي خروجه في نفس تلك الصلاة ، وكان خروجه بهذه الحال إلى الصلاة يوم وفاته وهو يوم الإثنين ، ولو أن النبيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كان قدَّمه للصلاة إشارة إلى خلافته ، فلماذا خرج بهذه الحال المؤلمة ، وصلَّى بالناس صلاة المضطرين جالساً؟ ولا معنى لما يقال : إنّه صلَّى أبو بكر بصلاة النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وصلَّى الناس بصلاة أبي بكر ، فمن هو الإمام إذن؟ إن كان أبا بكر فلم يكن قد صلَّى بصلاة النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وإن كان النبي فلم تكن الناس قد صلَّت بصلاة أبي بكر .. السقيفة ، الشيخ محمّد رضا المظفر : ٥٤.
١ ـ صحيح البخاري : ٤/٢٥٤ ، فضائل الصحابة ، أحمد بن حنبل : ٣ ، مسند أحمد بن حنبل : ١/٤٣٤ ، سنن الترمذي : ٥/٢٧٠ ح ٣٧٤٠ ، صحيح مسلم : ٧/١٠٩ ، السنن الكبرى ، البيهقي : ٦/٢٤٦.
٢ ـ قال ابن أبي الحديد في شرح النهج : ١١/٤٩ : إن البكرية وضعت لأبي بكر أحاديث في مقابلة هذه الأحاديث نحو ( لو كنت متخذاً خليلا ... ) فإنهم وضعوه في مقابلة حديث الإخاء ، ونحو سد الأبواب ، فإنه كان لعلي عليهالسلام فقلبته البكرية إلى أبي بكر.