وجاء أيضاً في كنز العمال عن حمران قال : دعا عثمان بماء فتوضَّأ ، ثم ضحك فقال : ألا تسألوني ممَّ أضحك؟ قالوا : يا أميرالمؤمنين! ما أضحكك؟ قال : رأيتُ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم توضَّأ كما توضَّأت ، فمضمض واستنشق وغسل وجهه ثلاثاً ويديه ثلاثاً ومسح برأسه وظهر قدميه (١).
وفي سنن ابن ماجة فقال : إنّها لا تتُّم صلاة لأحد حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله تعالى ، يغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ، ويمسح برأسه ورجليه إلى الكعبين (٢).
ألا يكفي هذه دلالة على وجوب المسح؟
قلت : عجيب! ولماذا يغسل أهل السنّة إذاً؟
خالي : أنت سألتيني لماذا يمسح الشيعة فأجبتك ، وبقي عليك أن تجيبي على سؤالك لماذا يغسل أهل السنّة؟
ثمَّ اعتذر وانصرف لنومه.
وبعد ذلك الحوار وجلسات أخرى متفرِّقة مع خالي ، اهتزّت كل قناعاتي بالموروث الديني السنّي ، وتكشَّفت أمام ناظري مجموعة من الحقائق ، بعدما وقفت على عمق الخلافات المذهبيَّة ، وعندما أتى خالي لزيارتنا في بيتنا عاجلته بالسؤال : وما هو رأيكم في المذاهب الأربعة؟
__________________
١ ـ كنز العمال : ٤٣٦ ح ٢٦٨٦٣.
٢ ـ سنن ابن ماجة : ١/١٥٦ ح ٤٦٩.