القندوزي الحنفي في ينابيع المودة ـ أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : إن الخلفاء من بعدي اثنا عشر خليفة (١).
فجاء في رواية : كلهم من قريش ، وفي رواية : كلهم من بني هاشم ، وهذا الترديد في نقل الراوي لا يؤثِّر في الاستدلال بهذا الحديث على إمامة أهل البيت عليهمالسلام ، وذلك بأن الفرقة الإسلاميّة الوحيدة التي توالي اثني عشر إماماً هم الشيعة الإماميّة الاثنا عشريّة ، كلهم من أهل البيت عليهمالسلام ، فإذا ثبت ـ وهو كذلك ـ حديث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : عليكم بكتاب الله وعترتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ، ثمَّ جاء حديث آخر يقول : الخلفاء من بعدي اثنا عشر خليفة ، تعيَّن أن يكون هؤلاء من أهل البيت عليهمالسلام ؛ لأنه يستحيل عقلا أن يأمرنا الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم باتّباع أهل البيت ، وفي نفس الوقت يأمرنا باتّباع خلفاء من غير أهل البيت ، ممَّا يحدث تناقضاً وتضارباً ، فتعيَّن أن يكون الخلفاء المقصودون في الحديث هم الأئمة من آل البيت عليهمالسلام ، وللأسف لم يكن الخلفاء الذين حكموا في التأريخ ولا أئمّة المذاهب الأربعة من آل البيت عليهمالسلام ، وهذا كاف في إبعادهم عن ساحة الحوار.
قلت : ولكن من أين جاءت فكرة المذاهب الأربعة؟
خالي : فكرة المذاهب الأربعة خدعة نسجت خيوطها سياسات الكبت الأمويّة والعباسيّة ، وإلاَّ لم يكن الفقهاء الأربعة هم أعلم أهل زمانهم ، فهناك من كان أكثر علماً منهم ، وكان لهم مذاهبهم الخاصة ، كسفيان الثوري وابن عيينة
__________________
١ ـ راجع : صحيح البخاري : ٨/١٢٧ ، صحيح مسلم : ٦/٣ ، مسند أحمد بن حنبل : ٥/٨٦ ـ ٩٣ ، المستدرك ، الحاكم النيسابوري : ٣/٦١٧ ـ ٦١٨.