نناقش ، ولا نجادل العلماء مثلكم اليوم الجيل الجديد! أصبحتم تشكّون في كل شيء ، وتشكّكون في الدين! وهذه من علامات الساعة ، فقد قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : لن تقوم الساعة إلاّ على شرار الخلق (١).
فقلت : يا سيدي لماذا هذا التهويل ، أعوذ باللّه أن أشكّ في الدين أو أشكك فيه ، فقد آمنت باللّه وحده لا شريك له ، وملائكته وكتبه ورسله ، وآمنت بأنّ سيدنا محمدا عبده ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو أفضل الأنبياء والمرسلين ، وخاتمهم وأنا من المسلمين ، فكيف تتّهمني بهذا؟
قال : أتهمك بأكثر من هذا! لأنّك تشكك في سيدنا أبي بكر وسيدنا عمر وقد قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : لو وزن إيمان أمّتي بإيمان أبي بكر لرجح إيمان أبي بكر (٢).
وقال في حقّ سيدنا عمر : عرضت على أمتي وهي ترتدي قمصاً لم تبلغ الثدي ، وعرض على عمر وهو يجرّ قميصه ، قالوا : ما أوّلته يا رسول اللّه؟ قال : الدين (٣).
وتأتي أنت اليوم في القرن الرابع عشر لتشكك في عدالة الصحابة وبالخصوص أبي بكر وعمر! ألم تعلم بأنّ أهل العراق هم أهل الشقاق ، هم أهل الكفر والنفاق!!
ماذا أقول لهذا العالم المدّعي العلم الذي أخذته العزّة بالإثم ، فتحوّل من الجدال بالتي هي أحسن إلى التهريج والافتراء ، وبثّ الإشاعات أمام مجموعة من الناس المعجبين به ، والذين احمرّت أعينهم وانتفخت أوداجهم ، ولاحظت
__________________
١ ـ صحيح مسلم : ٦/٥٤ ، المستدرك ، الحاكم : ٤/٤٥٦.
٢ ـ تذكرة الموضوعات ، الفتني : ٩٣ ، كشف الخفاء ، العجلوني : ٢/١٦٥ ، ح ٢١٣٠.
٣ ـ مسند أحمد بن حنبل : ٣/٨٦ ، صحيح البخاري : ١/١١ ، تهذيب الكمال ، المزي : ٢١/٣٢٥.