أمّا الحديث الذي يقول : لو وزن إيمان أمتي بإيمان أبي بكر لرجح إيمان أبي بكر ، فهو باطل وغير معقول ، ولا يمكن أن يكون رجل قضى أربعين سنة من عمره يشرك باللّه ، ويعبد الأصنام أرجح إيمانا من أمّة محمّد بأسرها ، وفيها أولياء اللّه الصالحين والشهداء ، والأئمة الذين قضوا أعمارهم كلّها جهادا في سبيل اللّه ، ثم أين أبو بكر من هذا الحديث؟ لو كان صحيحا لما كان في آخر حياته يتمنى أن لا يكون بشرا.
ولو كان إيمانه يفوق إيمان الأمة ما كانت سيدة النساء فاطمة بنت الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، تغضب عليه وتدعو اللّه عليه في كل صلاه تصلّيها (١).
ولم يرد العالم بشي ، ولكنّ بعض الجالسين قالوا : لقد بعث واللّه هذا الحديث الشك فينا؟!
عند ذلك تكلم العالم ليقول لي : أهذا ما تريده؟ لقد شككت هؤلاء في دينهم!!
وكفاني أحدهم الردّ عليه ، إذ قال : كلا ، إنّ الحق معه ، نحن لم نقرأ في حياتنا كتابا كاملاً ، واتّبعناكم واقتدينا بكم في ثقة عمياء بدون نقاش ، وقد تبيّن لنا الآن أنّ ما يقوله الحاج صحيح ، فمن واجبنا أن نقرأ ونبحث!! ووافقه على
__________________
وأدخله الرجال ، ولو كان أغلق عليَّ الحرب ..
راجع : تاريخ اليعقوبي : ٢/١٣٧ ، المعجم الكبير ، الطبراني : ١/٦٢ ح ٤٣ ، تاريخ الطبري : ٢/٦١٩ ، تأريخ دمشق ، ابن عساكر : ٣٠/٤١٨ ، مروج الذهب ، المسعودي : ٢/٣٠١ ـ ٣٠٢ ، الإمامة والسياسة ، ابن قتيبة : ٣٦ ، شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ٢/٤٧ ، مجمع الزوائد ، الهيثمي : ٥/٢٠٣.
١ ـ الإمامة والسياسة ، ابن قتيبة : ١/٣١ ، السقيفة وفدك ، الجوهري : ١٠٤ ، شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ١٦/٢١٤ ، أعلام النساء ، كحالة : ٤/١٢٣ ـ ١٢٤.