يختلف إلى أنديتهم ويقطف من أزهار أحاديثهم ، ويجني من ثمر علمهم ، ويتلقف منهم ما ينثرون ، حتى ناهز الثلاثين ، وإذا به قد نبغ في الشعر وبرز في الخطابة فكان السابق في الحلبة ولقب آنذاك بأبي الحب ، وهو لقب باق لعائلته في كربلاء حتى اليوم وسبب هذه التسمية إن طبيبا وصف له حبا لما إشتد به السعال وضيق الصدر فكان يحمله معه ويعطي منه لمن يراه مبتليا بهذا الداء فسمي (أبو الحب) ..
وكان نابه الشأن رفيع القدر في زمانه ومما يدل على سمو مكانته إهتمام المؤلفين في تعليقه على كتبهم وإبداء رأيه في مأثورهم ، فهذا معاصره محمد حسين النوري في مقدمة كتابه (نفس الرحمن) يقول مفتخرا : (وممن قرض عليه الفاضل ألأديب المشتهر بنهاية الكمال في ألآفاق ، سيد قراء العراق الشيخ محسن القارئ أدام ألله توفيقه).
يبتدئ هذا التقريض بالبحث على ألإبداع فيقول :
من كان ذا قلم فليقل مبتدئا |
|
كذا وإلا فلا حظ ولا قلم |
ثم يقول واصفا الكتاب :
من يطلع فيه يعلم أن ظاهره |
|
فيه النعيم وفي بطنانه النعم |
نور تولد من نور فما نظرت |
|
عين إمرئٍ غير ما تجلى به الظلم |
أثنى عليه لساني غير مبتدئ |
|
وسوف يثني عليه اللوح والقلم |
ثم يذكر إسم الكتاب وفيمن ألف :
جاء إسمه نفس الرحمن حين بدا |
|
معناه من نفس الرحمن يغتنم |
أبان من قدر سلمان ورفعته |
|
ما كان قصر عنه العرب والعجم |
وللمترجم له ديوان يقع في (١٩٨ صفحة) ثمان وتسعين ومائة صفحة من القطع المتوسط خطي موجود عند عائلته وهم من العائلات المعروفة في كربلاء ووقفت على نسخة عند حفيده السيد ضياء أبو الحب المدرس للتربية في دار المعلمين الريفية.
والديوان تغلب عليه الناحية الدينية. يكاد يكون كله في رثاء الحسين