أضحى يقلب كفه متأسفا |
|
أكذا يجرعني الزمان الهونا؟ |
أعلى بنيَّ تسل أشفار الظبا |
|
حتى سقيت دماءهم فسقينا |
من لي بفتياني عرايا في الثرى |
|
لم تلف تغسيلا ولا تكفينا |
من لي بفتياني عطاشى جرعوا |
|
بدلا من الماء الزلال منونا |
من لي بنسواني تؤلم قسوة |
|
منها السياط معاصما ومتونا |
هذي بناتي بعد قتل حماتها |
|
عاد العدو لسلبها مأذونا |
مستصرخات بي وأنى لي بها |
|
لأكون عنها دافعا ومعينا |
لا ذنب لي يارب إلا أنني |
|
أوضحت نهجا للرشاد مبينا |
كل إمرئ ميراثه في ولده |
|
لم صار إرثي عن بني مصونا |
ثم يعلن أنه لا يبايع ولا يوالي إلا ذرية من آل طه فضلت على الناس وطهرت من الرجس في كتاب مبين. فيقول بعد كلام :
ما لم يروعني البلاء ولم يكن |
|
حبلي بغير ولائكم مقرونا |
ثم له قصيدة طويلة هي من جملة الغرر في ديوانه ، نذكر منها غزلها ، والذي يبين مقدار حبه ويظهر قبسا من نور إيمانه في أهل البيت الغر الميامين فيقول :
إن كنت مشفقة علي دعيني |
|
ما زال لومك في الهوى يغريني |
لا تحسبي أني للومك سامع |
|
إني إذا في الحب غير أمين |
بيني وبين الحب عهد كلما |
|
رام العواذل نقضه تركوني |
إن جُن خل العامرية يافعا |
|
فلقد جننت ولم يحن تكويني |
قالوا التجلد قلت ما هو مذهبي |
|
قالوا التوجد قلت هذا ديني |
لا في سعاد ولا رباب وإنما |
|
هو في البقايا من بني ياسين |
الحب هذا لا كمن تاهت به |
|
وفي الغي سود ذوائب وعيوني (١) |
ثم يختم ديوانه رحمة ألله عليه في إعتذاره على ألسن قتلى الطف من
__________________
(١) وفي هذه القصيدة جاء بيت القصيد الخالد وأحسن معبر عن حالة الحسين عليهالسلام يوم عاشوراء وهو :
إن كان دين محمد لم يستقم |
|
إلا بقتلي يا سيوف خذيني |
د. جليل أبو الحب