عن عائشة رضي الله عنها «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتد غمّه مسح بيده على رأسه ولحيته ، ثم تنفس الصّعداء وقال : حسبى الله ونعم الوكيل».
وأخرج أبو نعيم عن شداد بن أوس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «حسبى الله ونعم الوكيل أمان كل خائف».
(فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ) أي فخرجوا للقاء عدوهم ولم يلقوا منهم كيدا ولا همّا ، ولم يلبثوا أن انقلبوا إلى أهليهم وقد تظاهرت عليهم نعم الله فسلموا من تدبير عدوهم ، وأطاعوا رسولهم ، وربحوا فى تجارتهم ، ولم يمسسهم قتل ولا أذى.
روى البيهقي عن ابن عباس أن عيرا مرت فى أيام الموسم فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم فربح ما لا فقسمه بين أصحابه ، فذلك الفضل.
وأخرج ابن جرير عن السدى قال : أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج فى بدر الصغرى أصحابه دراهم ابتاعوا بها فى الموسم فأصابوا ربحا كثيرا.
(وَاتَّبَعُوا رِضْوانَ اللهِ) أي واتبعوا فى كل ما أتوا من قول أو فعل رضا الله الذي هو وسيلة النجاة والسعادة فى الدنيا والآخرة ، فأطاعوا رسوله فى كل ما به أمر ، وعنه نهى.
(وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) إذ تفضل عليهم بزيادة الإيمان ، والتوفيق إلى المبادرة إلى الجهاد ، والجرأة على العدو ، وحفظهم من كل ما يسوءهم.
وفى هذا إلقاء للحسرة فى قلوب المتخلفين منهم ، وإظهار لخطل رأيهم ، إذ حرموا أنفسهم ما فاز به هؤلاء.
(إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ) أي ليس ذلك الذي قال لكم : إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم إلا الشيطان يخوفكم أولياءه وأنصاره المشركين ، ويوهمكم أنهم عدد كثير وأولو قوة وبأس شديد ، وأن من مصلحتكم أن تقعدوا عن لقائهم ، وتحبنوا عن مدافعتهم.