(أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) أعتدنا هيأنا وأعددنا ، والأليم المؤلم الموجع : أي هذان الفريقان اللذان استعبدهما سلطان الشهوة وخرجا على سنة الفطرة وهداية الشريعة أعددنا لهم العذاب الموجع فى الدار الآخرة جزاء وفاقا لما اكتسبت أيديهم من السيئات مع إصرارهم عليها حتى الممات ؛ إذ أنهم أفسدوا قلوبهم ، ودسّوا نفوسهم ، فصارت تهبط بهم خطاياهم إلى الدرك الأسفل من الهوان ، وتعجز عن الصعود إلى معاهد الكرامة والرضوان.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً (١٩) وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ مَكانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً (٢٠) وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً (٢١))
تفسير المفردات
العضل : التضييق والشدة ، ومنه الداء العضال الشديد الذي لا نجاة منه ، والفاحشة : الفعلة الشنيعة الشديدة القبح ، والمبينة : الظاهرة الفاضحة ، والمعروف : ما تألفه الطباع ولا يستنكره الشرع ولا العرف ولا المروءة ، والبهتان : الكذب الذي يبهت المكذوب عليه ويسكته متحيرا ، والإثم : الحرام ، أفضى : أي وصل إليها الوصول الخاص الذي يكون بين الزوجين ، فيلابس كل منهما الآخر حتى كأنهما شىء واحد ، والميثاق الغليظ : العهد المؤكد الذي يربطكم بهن أقوى رباط وأحكمه.