(وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ فَسْئَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ إِذْ جاءَهُمْ فَقالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُوراً (١٠١) قالَ لَقَدْ عَلِمْتَ ما أَنْزَلَ هؤُلاءِ إِلاَّ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ بَصائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً (١٠٢) فَأَرادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْناهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعاً (١٠٣) وَقُلْنا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنا بِكُمْ لَفِيفاً (١٠٤))
تفسير المفردات
مسحورا : أي مخبول العقل ، بصائر : أي حججا وبينات واحدها بصيرة أي مبصرة بينة ، مثبورا : أي هالكا كما روى عن الحسن ومجاهد ، قال الزجاج : يقال ثبر الرجل فهو مثبور إذا هلك ، ويقال فلان يدعو بالويل والثبور حين تصيبه المصيبة ، كما قال تعالى : «دعوا هنالك ثبورا. لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا» أن يستفزهم : أي أن يخرجهم بالقتل أو أن يزيلهم عنها ، واللفيف : الجمع العظيم من أخلاط شتى ، من شريف ودنىء ، ومطيع وعاص ، وقوى وضعيف ، وكل شىء خلطته بغيره فقد لففته.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر فيما سلف ما اقترحوه من الآيات وأبان لهم أن الرسل ليس من شأنهم أن يقترحوا على الله شيئا ـ ذكر هنا أنه قد أنزل على موسى مثل ما اقترحتم وأعظم منه ، ولم تجد فرعون وقومه شيئا ، فأخذهم أخذ عزيز مقتدر ، فلا فائدة لكم فيما اقترحتموه من الآيات ، وكفاكم الآيات العلمية التي أنزلها على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلّم ، فإن لم تؤمنوا بعد ظهور تلك الحجج أهلككم كما أهلك